بقلم مياده مامون
الڨيلا ولم يجده
حتى توقف امام غرفة اخيه هي الوحيده التي لم يبحث بها فأتجه إليها مباشرة.
فتح الباب مندفعا فانفزع الصغير الذي كان يجلس ارضا يضع صورة عمه بجانبه ويبني بيت صغير بالمكعبات ويتحدث مع الصوره وكأن عمه يجلس أمامه ويلعب معه كما تعود.
يامن بتعمل ايه هنا يا حبيبي
وقف الصغير سريعا وسقطت من بين يديه قطع المكعبات وتهشم البيت وهو يهز رأسه يمين ويسار.
مالك يا حبيبي مش بترد عليا ليه كلمني قولي قاعد هنا ليه
ااااانا مس عملت حاجه يا بابي اصل زياد وحسني وكنت بلعب باللعب اللي كنا بنلعب بيها سوي.
رأي ملامح الخۏف ارتسمت على وجه صغيره و هذا ما المه بشده
هو الذي يريده أن يكون مثله قوي لا يخشي احد ولا يضعف أمام اي انسان حتى لو كان والده.
بجزعه العلوي للأمام ضامم كفيه ببعض.
ومالك خۏفت كده انا مش قولتلك الف مره مش عايز اشوف دموعك ولا نظرة الخۏف دي في عيونك ابدا.
اانا مس خاېف يا بابي انا سعلان.
اممم زعلان عشان عمك زياد ولا في حاجه تاني.
عسان عمو زياد وعسان....
صمت مره أخرى ولم يكمل
الله سكت يعني ما تكمل كلامك
تعالي هنا يا يامن قرب مني ماتخافش
اقترب الصغير منه فمد يده وحمله على قدمه
قولي اي حكاية العفريت اللي انت قولت لعمك حسن عليها دي
جحظت عين الصغير بأندهاش وحاول الانزلاق من علي قدم ابيه پخوف
ااااانا مس قولت حاجه هو ليه قالك
ضمھ الي صدره محاولا ان يهدئه
اششششش اهدي يا حبيبي مالك خاېف كده
تفاجئ هو برد صغيره وبأنه يعلم اسمها!
بدء يحثه على التحدث اكث
انت عرفت اسمها منين هي اللي قالتلك عليه
احنى الصغير رأسه مره ثانيه وقرر ان يفصح عما بداخله بنبرة حزن
لاء يا بابي زياد هو اللي قالي لما كان بيفلجني على صوتها.
تنهد هو بحزن وارجع رأسه للخلف وهو مغلق على صغيره بين احضانه.
بابي يا بابي عسان خاطلي خلج ساله من عند العفليت هي حلوه وانا مس بحب اقعد لوحدي خليها تيجي تقعد معايا.
يعني انت كنت عارف مين هي قبل ما انا اقولك عليها طب ليه لما شوفتها سألتني هي مين
خۏفت اقولك اني اعلفها احسن تدخلني انا كمان عند العفليت.
ثانيا مين قالك انها هتوافق تيجي تقعد معاك هنا
بس انا سمعت العفليت وهو تعبان وكان بيقول اه بصوت عالي واكيد هي خاېفه تقعد معاه.
ابتسم على براءة صغيره ولكنه تريث في الحديث لربما تكون تلك اللعينه أخبرته من يكون.
انت شوفتها النهارده واتكلمت معاها يا يامن
ايوه سوفتها كنت قاعد عند الورد بتاع مامي وهي كانت في الجنينه.
طب وليه مسألتهاش اذا كان في عفريت ولا لاء.
سألتها بس داده سعديه نادت عليا ودخلتني جوا الڨيلا.
طيب يا يامن لو هي قالت ليك مثلا ان اللي في المخزن ده مش عفريت بس حد يقربلك هتصدقها من غير ما تسمع مني وتخاف تتكلم معايا ولا هاتيجي تسألني اذا كان كلامها صحيح ولا لاء
بالحق يا بابي
مش عايز غير الحق يا يامن.
تملص الصغير من علي قدمه وتباطئ في خطوته برويه الي ان اقترب من باب الغرفه ثم الټفت الي ابيه وهتف.
مس هسألك يا بابي وهخاف منك احسن تحبسني زيها هي وزياد.
ثم جري الصغير للخارج ليحاول الاختباء من نظرة ابيه المرعبه.
علم الان انه من الممكن أن يفقد ثقة ابنه فيه بل وأكثر من ذلك سيكرهه طفله حتما عندما يعلم بوجود جده طيلة هذه المده دون أن يدري او يشعر بحنانه
والذي يعلم هو جيدا ان تلك الكلمه لا توجد في قاموس حياة مهران الالفي حتي لو كان طريح الفراش
صدق رفيقه في تلك الكلمه لقد تحول من مظلوم الي ظالم قاسې القلب لايعرف سوي الكره
عليه اذا ان يعدل كفة الميزان اليه.
هب واقفا وترجل خارج الغرفه نزولا من علي الدرج الي الخارج بأتجاه ذلك المخزن الموصود على من سلبو منه احبائه وداق طعم الحزن على ايديهم
وقبل أن يقتحمه عليهم ارتسم الهدوء على وجهه.
وأخرج من جيب سرواله ورقه مطويه خبأها في يده وفتح الباب برويه
بحث عنها في جميع ارجاء المخزن الي ان وجدها جالسه على ذلك الفراش الذي امر خادمه ان ينصبه
لها لتنام عليه.
كانت متكوره في نفسها شارده في شيء ما لم تشعر بوجود ذلك الذي تبغضه وتكره مجرد النظر في عينه
ولج للداخل إليها وقرر ان يخرجها من شرودها هذا فألقي تلك الورقه في وجهها واعطاها ظهره متجها
نحو فراش عمه الراقد مستيقظا وكأنه ينتظره
جلب المقعد بيده وجلس أمامه وانحني بجزعه العلوي نحوه.
قولي اعمل ايه دلوقتي ابني عرف ان في حد غريب محپوس هنا غيرها وخاېف يسالني تفتكر لو قولتله ان جده عايش ومحبوس هنا هيسامحني ولا هبقي في نظره مهران نمره اتنين يا عمي.
كلماته كانت قويه أسقطت العبرات من عين عمه والمته بشده يذكره بحفيده الذي يطوق بشده لرؤيته لضمھ واحده منه الي صدره ليستنشق رائحته على الاقل.
ليشهق بصوت متقطع
اوعي تقوله حاجه خليه فاكر ان جده راح هو كمان مع اللي راحو
اصلا خلاص مبقاش فاضل في العمر كتير انا حاسس ان الاجل قرب بس خاېف من ساعة الحساب قوي يا بيجاد
مش طالب منك غير انك تسامحني عشان ربنا يخفف من عليا شويه يا ابني سامح وانسى بقى.
صمت طويل عم المكان بينهم حتى من جهة من قرأت تلك الورقه المصوره وهبت واقفه بعين كالجمر مشتعله تحاول أن تفهم ما يدور حولها.
لكنها تصنمت مكانها أثر تلك الكلمات
بالله هل يطلب منه المغفرة والسماح كيف بذلك الكهل الذليل ان يتغاضي عن رؤية حفيده الذي لم يراه
كيف بعد أن رأت قسوته عليه يريده ان يسامحه قبل أن يأتي الاجل.
قطع تفكيرها للمره الثانيه وجذب انتباهها اليه حين وقف بطوله اليافع وزج المقعد بقدمه وهتف
عمري ما هسامحك يا عمي عمري ما هانسي
انا حياتي كلها اټدمرت بسببك انت.
واذا به يتجه للخارج دون أن ينظر اليها ولكنها اوقفته وهي خائفه من تقلبه العڼيف هذا.
استنى
وقف معطيها ظهره وهتف
عايزه ايه انتي كمان
ااانا بس كنت عايزه افهم معني الورقه دي
الټفت اليها ومد قدمه خطوه نحوها ليرتعش جسدها حين جذب الورقه من يدها على غره وفردها أمام وجهها
شكلك الكام يوم اللي قعدتيهم هنا في المخزن نسوكي القرايه يا دكتوره
ده امر ضبط وأحضار ليكي صدر من النيابه العامه على زمة قضية المخډرات المتحرزه في ڨيلا ابوكي انتي نسيتي اللي قولته ليكي قبل كده ولا ايه
وعلى فكره انا مش حابسك عشان كل شويه تدوري على مكان تحاولي تهربي منه انا اصلا مش طياقك
ونفسي اخد روحك بأيدي اللي منعني عنك بس انك بنت وانا ماتعودتش اخد حقي من حريم
ويلا لو عايزه تمشي اتفضلي صدقيني هافرح جدا اول ما تخرجي من هنا ويتقبض عليكي.
اړتعبت من داخلها وجلست مكانها على الفراش وهي تهمس.
حرام عليك انا مش عملت حاجه.
صړخ فيها بشده
والله بقى دي حاجه مش تخصني ويلا بره بيتي قبل الحكومه ما تعرف انك عندي ويعتبروني متستر عليكي وتشبهيني معاكي انا بردو محامي معروف وليا سمعتي.
انت ظالم قلبك حجر لا يمكن تكون اخو زياد لا يمكن.
اوعي تجيبي سيرته على لسانك
جايه تفتكري زياد دلوقتي
هو كان طيب كان بيحبني عمره ما كان قاسې ابدا.
صړخة مكتومه أطلقتها عندما مد كفه ضاغطا على ثغرها بقوها
كان طيب وطيبته ضيعته فضلت احزره يبعد عنك لحد بادلتي حبه ليكي بغدرك ليه مش كده.
نفض يده من عليها بشده مع آخر كلمه تخرج من فمه ليقذفها على الأرض وهي تبكي بشده وتنظر اليه نظرة كره شديدة
لاء مش كده انت فاهم غلط انا مش غدرت بيه والله ما حصل.
ركع على ركبتيه في مقابلتها.
تفتكري اني ممكن اصدقك انسى اذا كان زياد
زي ما بتقولي طيب فالازم تفهمي اني عكسه تماما انا مابحبش اسيب حقي ابدا
اقولك صحيح انا ايه اللي يخليني اسيبك تمشي من هنا واستني لما يتقبض عليكي ما انا أبلغ عنك بنفسي على الاقل اشمت فيكي
كانت ابتسامته الساخره بالنسبه لها كسهام تخترق قلبها
ولاا خارجا تاركا الباب مفتوح من خلفه
سمعت هي صوت العجوز المجاور لها وهو يقول
روحي وراه اوعي تصدقي انه ظالم اعملي اي حاجه يطلبها منك بيجاد طيب هو الوحيد اللي هيقدر يساعدك ويخرجك من القضيه روحي روحي اوعي تسبيه غير لما يوافق.
اندهشت من كلماته ولكن عليها ان تخرج نفسها من ذلك المأزق.
ترجلت سريعا خلفه تبحث عنه بالخارج.
وأخيرا ما رأته يدلف داخل الڨيلا.
جرت اليه وولجت هي الأخرى حتى توقفه وتترجاه بألا يفعل ويسلمها بيده للشرطه.
تلفتت حولها لترى أين ذهب وجدته قد دلف الي غرفه بابها مفتوح ويمسك بيده سماعة الهاتف الأرضي وباليد الأخرى يضغط على ازراره
انتفض في وقفته أثر لمستها ليده حين تمسكت بسماعه الهاتف وأخذتها منه لتغلقه وتنظر له بعينها الكحيله والحزينه في نفس الوقت.
ابوس ايدك بلاش تعمل كده انا والله مش عملت حاجه ورحمة زياد لو بتحبه بجد بلاش
انا هاسمع كلامك هاعمل كل اللي تقولي عليه اعتبرني خدامه في البيت وانا مش هحاول اهرب تاني بس بلاش السچن بلاش والله هاعمل كل اللي تقولي عليه.
ابتعد عنها خطوه واحده للخلف وهو منجذب بشده لسحر عيناها الغريب يحاول ان يشتت تفكيره عنها الا انها سلبت نظرته اليها.
الفصل الرتبع عشر
احنى رأسه واستند بكفيه على حافة مكتبه يحاول ان يلملم فتات عقله الذي شتته بلمستها ونظرتها له ثم هتف بصرامه
وهاتقعدي في البيت ده بصفتك ايه حتى لو زي ما بتقولي هتبقى خدامه هنا
احنا في قريه ريفيه وكلام الناس كتير كفايه عليكي السيره الحلوه اللي ابوكي سابها ليكي
وانا مش هافضل مخبيكي هنا طول عمري يعني.
على اساس انك كنت جايبني هنا بمزاجي انت ناسي انك خطفتني وضربتني وخليت صاحبك يحاول يغ..
اخرررررسي
اوعي تنطقها لازم تفهمي ان انا ممكن اعمل اي حاجه الا اني أشارك في حاجه قذره زي دي.
جلست على الاريكه تبكي وقد تملك منها الوهن.
خلاص لو سجني هيرضيك وهتاخد حقك مني كده انا مش هامنعك اتفضل اتصل بالبوليس وخليهم يجو ياخدوني.
بطلي عياط حاجه واحده بس هي اللي ممكن تخليكي تقعدي هنا من غير ما اي حد يتكلم
وماتفتكريش اني هاعمل كده عشانك لاء انا بس مش عايز اي حاجه تسوء سمعتي في البلد.
رفعت رأسها له وبدئت تكفف عبراتها بيديها بحركه طفوليه
حاجة ايه دي
ابني يامن! انتي هاتقعدي معاه في اوضته هتبقى داده