بقلم مياده مامون
مش كده.
لاء يا بابا والله أبدا زياد بيحبني وعايز يتجوزني على سنة الله ورسوله.
وهو اللي عايز يتجوز يحرض البنت اللي عايز يتجوزها على الهروب بردو
انت اللي مش مديلو فرصه وبتهاجم اخوه ومعاديهم.
كل ده للدرجة دي سيطر عليكي وخلاكي تكرهي ابوكي.
لأه هو مش عمل كده كل الحكايه انه كان هايخدني ونبعد عنك انت وأخوه ونبعد عن مشاكلكم دي خالص.
وانا بحبه يا بابا ومش عايزه اسيبه عشان خاطري وافق على جوازنا.
صمت قليل عم المكان وبعد ثواني عديده اجابها وهو يربت بيده على كتفها.
حاضر يا حبيبتي بس تعالي قوليلي هو مستنيكي فين وانا هاروحله واتفق معاه على كل حاجه.
ابتسامه مشرقه انارت وجهها الجميل وتلهفت لتسبقه للخارج وهي تجذب يده خلفها وتحثه على التحرك معها.
رد لها الابتسامه بمكر وتحرك خلفها في هدوء وهو يشير لرجاله بأن يتبعوه
ذهبو سويا الي المكان الذي أخبرها بأنه ينتظرها فيه
وجده يقف وحيدا وما ان رأته هي إلا وقررت ان تسرع خطاها اليه حتى تخبره بموافقة والدها ولكن اباها قطع عليها الطريق وأشار لها بأن تقف صامته وأمر رجاله سريعا بأن يحضروه اليه قبل أن يهرب.
بتغدري بيا يا ساره بتسلميني لأبوكي يا خاېنة.
كادت ان تصرخ له وتترجاه ان يهدأ لكنها تفاجأت بأبيها وهو يضغط على جانب خصرها ب حاد وباليد الأخرى يخرس ثغرها حتى لا تتفوه بأي كلمه.
لم تشعر بأي شئ حولها بعد ذلك حيث رحل بها والدها غير مستوعبه ما يحدث حولها ولا ترى سوى وجه حبيبها و التي روت الأرض من حوله.
هو ده كل اللي حصل يا عمي مهران ابويا خدعني لو كنت اعرف انه ناوي على الشړ لزياد عمري ما كنت عرفته مكانه ولا كنت حتى روحتله
يا ريتني كنت سيبته او حتى مش رضيت عليه في التليفون بس كان عاش يا ريته هو كان سمع كلام اخوه الظالم ده وسابني وسافر ولا انه ېموت المۏته الفظيعه دي وهو فاكر اني غدرت بيه وخونته.
بعد أن استمع الي اعترافها الذي استمعه بمحد الصدفه رحل من أمام ذلك الباب العتيق
الفاصل بينه وبينها ولم يدلف إليهم
نعم تعترف بأنها مذنبه وانها هي من اوصلت ابيها الي أخيه ولكنها لم تكن تدري بفعلته الغادره
غبائها اوصلها بأنها بذلك سوف ترتبط بحبيها دون أي عوائق لكن ما هذا بالله هل يبحث لها عن أعذار لا بل هي مذنبه من ألالف الي الياء
بالأول والأخير لو لم تكن تسحبت وتملكت قلب اخيه
لكان موجود معه الان ولم يحرم هو منه للأبد.
اذا عليها ان تظل هي الأخرى داخل محبسه ولن ترحل منه أبدا مادام هو علي قيد الحياه.
وأخيرا ما انهي مرافعته أمام نفسه وصعد الي جوار صغيره برأس متخبط لم يخلو من التفكير في تلك الشيطانة الملونة في صورة ملاك.
لا يعلم كيف يدافع عنها هكذا يحاول ان يلتمس له الأعذار ويحكم عليها بنفس الوقت الي ان غفى وذهب في نوم عميق
وفي الصباح تهيئ للرحيل الي مكتبه استقل سيارته وهو يشير الي حارسه بأن يأتي اليه حتى يملي عليه اوامره
عينك تفضل عليها يا حماد خلي بالك تفتح ليها الباب تتمشى شويه في الجنينه وتدخلها تاني وتقفل عليها لحد ما ارجع من المكتب.
لم ينطق الرجل بل ظل يستمع اليه وهو ينظر له ببلاهه.
ثم أشار له بتحذير
البوابه ماتتفتحش وتخلي بالك من يامن كويس
سيبه يلعب في الجنينه براحته
بس كده يا سي بيجاد ممكن يشوفها تاني
بأبتسامه هادئه نظر للأمام وهو يدير محرك سيارته ويتحرك بها للخارج.
وماله ما هو شافها قبل كده المهم انت عينك تبقى عليهم كويس.
حاضر يا ابني ماتقلقش كل حاجه هتبقى تمام انشاء الله.
الفصل الثالث عشر
وفي فترة الظهيرة فتح حماد باب المخزن لها حتى تنعم بالحريه لبعض الوقت ويرعاى هو المړيض كما أمره سيده.
ترجلت للخارج ولا يوجد في عقلها سوي فكره واحده الهروب منه ومن بيته.
تجولت براحه في الحديقه تحت نظرات زوجته التي تجلس تراقب الصغير وهو يلعب بالكره.
في الواقع لم تهتم بأمرهم كثيرا فقط كانت تتفحص كل مكان تقع عليه عينها تتفقد اي ثغره في ذلك السور العالي من حولها الي ان وجدته باب صغير في آخر الحديقه يبدو أنه مر عليه زمن كبير و لم يفتح بعد.
قررت أن تخطو بسرعه نحوه لكن هذه المره اوقفها صوت الصغير يامن
انتي لايحه فين
تنهدت بقلة حيلة يبدو أن هذا الطفل سيعطلها عن ما تريده التفتت اليه بهدوء لكي تحدثه
أبدا هاروح فين يعني بتمشي في الجنينه بتعتكم دي.
اه طيب!
لم يبالي بها وجلس الصغير بجانب حوض لزهور التوليب زات اللون الأبيض والتي بمجرد النظر إليها تشعرك بالفرحه
لكنه كان حزينا يحني رأسه لها لا يفعل شيئا سوي لمسها.
مالت رأسها للجانب الأيمن والتوت شفتيها بلا اراده دلالاة على عدم فهمها له وحزنها من اجله!
الله انت مالك قاعد زعلان كده
رفع الصغير رأسه لها
هاعمل ايه يعني انا مس بقى عندي حد العب معاه مامي لاحت عند لبناربنا من غير ما اسوفها وزياد كمان لاح ليها وبابي على طول مسغول وانا لوحدي.
وكأنه كان يجذبها اليه بكلامه لتجلس بجانبه حتى تحاول أن تخفف عليه حزنه
يا حبيبي انت كنت بتحب زياد اوي كده!
ايوه هو كان صاحبي كان بيلعب معايا وكان بيحكي ليا كتير عنك.
ايه ده انت تعرفني
ايوه انا سوفت صولتك على تليفون زياد وعالف اسمك كمان انتي ساله.
يعني انت عارف اني مش زي ما باباك بيقول عليا
ايوا عالف و سعلان منه كمان عسان بيخليكي تنامي في الاوضه القديمه اللي فيها العفليت.
عفريت!! عفريت ايه مافيش عفريت و لا حاجه
انت مش تعرف مين اللي جوه الاوضه دي.
كادت ان تتفوه وتخبره عن من يشاركها الجلوس في تلك الغرفه الا ان اتاه صوت من خلفهم.
يامن تعالي ندخل جوه يلا
الټفت الي تلك السيده وأومئ رأسه بالموافقه
حاضل يا داده سعديه سلام بقى يا ساله وماتخافيس انا هافضل سعلان من بابي لحد ما يخليكي تيجي تقعدي معانا وتسيبي العفليت.
جري الصغير من امامها وهي مندهشه على حديثه تريد ان توقفه لتخبره بالحقيقه.
استنى يا يامن ده مش عفريت استنى ده يبقى
ثم أكملت بصوت خفيض عندما دلف الصغير للداخل
دا جدك يا حبيبي ازاي بس يبقى عندك خمس سنين ومش تعرف انك ليك جد عايش
جالسا خلف مكتبه ينظر إلى ذلك الذي يقف عاقدا يديه خلف ظهره ووجهه يكسوه الوجوم يحدثه بضمة حاجبيه التي يعلم معناها جيدا.
هتافضل لحد امتى حابسها في المخزن
وضع القلم الذي كان يلفه بين أصابعه ونظر له بريبة.
بتسأل ليه يا حسن قولتلك الموضوع ده ملاكش فيه.
وكنت بتشركني فيه من الاول ليه لما انا ماليش فيه يابا خلتني ادخل عليها واخوفها مني ليه
اه قول كده بقى انت زعلان عشان ماطولتهاش.
بيييييجاد انت عارف كويس اوي ان لولا الاتفاق اللي كان بينا انا ماكنتش هاعمل كده.
عارف يا سيدي ومتشكر ليك جدا بس خلاص انت كده مهمتك انتهت واللي جاي ملاكش فيه بقى.
يا ابني افهم انا خاېف عليك انت كده بتخسر كل حاجه حاسس انك بقيت في نظر الكل شيطان مش عارف دماغك دي هتوديك فين بعد كده انت خلاص اتحولت من دور المظلوم وبقيت ظالم ظالم
اوي يا بيجاد.
انا باخد حقي من كل اللي ظلموني.
وأخدته من الكل خلاص كفايه بقى انت كنت بتشتكي من ظلم عمك ليك زمان دلوقتي بقيت العن منه وعدلي العزيزي قتل اخوك اخدت بتارك منه وقټلته
لكن هي انت بنفسك قولت انك سمعتها و هي بتقول لعمك انها ملهاش ذنب.
مش معنى اني سمعتها بتقول كده يبقى هصدق انها بريئه من ډم اخويا.
وبالنسبه لأبنك
هب واقفا من مجلسه وتطاير الشرار من عينه المشتعله كالجمر.
ابني مالو! يامن ابني بعيد عن أي حاجه واللي يحاول يقرب منه الله الوكيل اكل كبده ني.
بأبتسامة سخريه اجابه.
بس هو خاېف منك انت متصور انك حابس في المخزن عفريت وحبستها هي كمان معاه.
جبت الكلام الفارغ ده منين
منه هو يامن قالي يوم عزا زياد الله يرحمه انه سمع العفريت وهو پيتألم في المخزن وشافك وانت داخل هناك قالي اوعي تقول لبابي اني عارف حاجه عن العفريت.
جلس مره اخرى على مقعده يفكر برويه ربما يكون صغيره يعلم شيئا اخر ويهاب الحديث معه.
نعم هو يعلم أن صغيره يهابه كيف لم يلاحظ منذ مرور تلك الأيام انه لم يتحدث معه في شئ
فقط ينفذ كل ما يأمره به دون أن يتفوه بكلمه واحده
كان معظم وقته يقضيه مع اخيه في لعب وضحك ومنذ ان رحل وطفله صامت لا يتحدث ابدا.
انفزع مره اخرى وهب واقفا يلملم اشيائه قاصدا الذهاب اليه وترك صديقه يقف مندهشا
الله انت سايبني بكلمك ورايح على فين يا ابني انت
هاروح لابني يا حسن و زي ما اتفقنا تفضل انت والرجاله في المزرعه
مش عايزك تيجي ناحية الڨيلا خالص يا حسن
وصل إلى ڨيلته في وقت قياسي وجد حارسه يجلس خلف بوابتها الحديديه واعتدل واقفا ليفتح بابها حتى يلج سيده بسيارته داخلها.
وبعد أن ترجل منها وقف ثابتا ينتظر الاخر ليلقي عليه بأخر الاخبار.
شوفت اللي حصل يا سي بيجاد
ها قول يا عم حماد سامعك.
البت شافت الباب الصغير اللي في آخر الجنينه والظاهر كانت رايحه ناحيته
بس سي يامن شافها ونده عليها وقعد اتحدت معاها شويه.
واتحدت معاها في ايه بقى انشاء الله
سعديه مرتي سمعته بيتحدت عن عفريت جوه المخزن وسمعتها وهي بتقوله ده مش عفريت ولا حاجه بس لحجته قبل البت ما تنطق واخدته منها ودخلت بيه جوه الڨيلا على طول
وبعدها جات وقالتلي روحت اني دخلتها جوه المخزن بعد ما لقتها واقفه بتحاول تشيل العشب اللي محاوط الباب.
يعني لسه بتفكر تهرب تمام اوي انا بقى هاخليها تشيل الفكره دي من راسها خالص
بس الاول هادخل ليامن اطمن عليه وبعدين أفضلها بقي
بحث عن صغيره في جميع أركان