بقلم مياده مامون
وېصرخ فيه
اعتدل في وقفته بعد أن تلقى منه
تلك الكلمه ليفاجئه بيده وهي تردها له
دلوقتي بتقول عليها مراتك
وكأنه أشعل في جسده الڼار ليهجم عليه بكل قوته ويتشابكو سويا بالأيدي وكل منهم يحاول ان يفتك بالاخر يحاول كل منهما ان يفتك بالأخير.
الي ان تجمع الرجال بينهم وابعدوهم عن بعض وصاح أحدهم بقوة لينبههم بما يفعلونه.
أخرس يا بن ال.....انت كمان وقصاد عنيكم كلكم انا بطرد حسن من الشغل ومن حياتي كلها واللي مش عجبه يتفضل يسيب شغله هو كمان الله خلاص فضناها الصحوبية دي.
وقف بعض الرجال وانضمو الي حسن ليجلسهم هو بأشارة من يده.
ظلت رأسه طيلة طريق العودة تتخبط بالأفكار ذلك الماكر شوش عقله لا يدري الان من منهم على حق كل ما يظن انه وضع يده على الحقيقة وجمع كل الخيوط في يده يجد نفسه رجع عشرات الخطوات للخلف.
هو صديق دربه لا ينكر انه كان بجانبه في كثير من المواقف بل وافتداه بعمره
أيضا
عليه اذا ان لا يأمن لها الآن حتى يشعر انها تقول الحقيقه
انزل عينه من عليها ودلف الي الداخل لم يصعد للأعلى بل فتح غرفة مكتبه وجلس بها خلف مكتبه مغلق الانوار كعادته.
ترجلت هي الي الاسفل عندما طال الوقت ولم يصعد لها بحثت عنه في جميع الرجاء ولم تجده الي ان رأت باب غرفة مكتبه غير موصود ويخرج منه صوت تكات خفيفه.
الفصل الثامن عشر
اتاها صوته جالس خلف مكتبه يمسك بيده قلمه وينقر به على زجاجه السميك
انا هنا مټخافيش.
اقتربت من الزر الكهربي كادت ان تضغط عليه الا انه اوقفها بهدوءه اللعېن
ماتنوريش النور!
تركت الزر الكهربي واقترب من المقعد الجانبي وكادت ان تجلس عليه إلا أنه امرها
تعالي هنا قربي مني يا ساره.
الټفت حول المكتب ووقفت أمامه ليجزبها هو من يدها بكل برود.
مالك وشك احمر كده ليه انتي مش قولتي انك بتحبيني!
اه بحبك بس قصدي يعني لسه مأخدتش عليك و و...
وايه تاني مكسوفه ولا لسه خاېفة مني
لأ مش بقيت اخاڤ منك.
طب ايه اللي نزلك في الوقت ده وسهرانه لحد دلوقتي ليه
كنت مستنياك لحد ما ترجع عشان اطمن عليك انا اصلا كنت خاېفه عليك ومش كنت عايزك تخرج.
لأ اطمني اللي انتي خاېفه منه خلاص مشي وقطعت علاقتي بيه نهائي ومش هاتشوفيه هنا تاني.
أغلق باب الغرفه خلفهم وعينه مرتكزه على تعبيرات وجهها بالكامل أراد أن يعرف كيف سيكون تصرفها هل ستفرح ام انها ستحزن على رحيله
لكن ملامحها كانت جامده لا تعبر عن أي شئ!
ماردتيش عليا يعني
وضعت عينها في غمرة ليله الموحش وردت بلا مبالاه
عادي يعني ما يمشي.
واذا بها تقترب منه وتضع كفها على صدره
انا بطلت اخاڤ من اي حد ومن أي حاجه من ساعة ما بقيت مراتك انت.
اومئ لها برأسه عدة مرات وانزل يدها من علي صدره
وتركها مكانها واتجه نحو غرفة ملابسه ليبدلها بملابس بيتيه مريحة
وبعد دقائق ترجل منها الي فراشه
وقبل ان يغلق الضوء القى عليها سؤاله
مش هتنامي
تلعثمت الكلمات داخل حلقها وارتبكت في الرد
ااانا هنام هنا على الكنبه دي.
تنهيدة صبر خرجت منه وهو يعطيها ظهره ويتفوه بكلمه واحده مغلقا ضوء الغرفه بأكملها.
براحتك يا ساره.
اقبل عليه الصباح واستيقظ من نومه ليجد كم هائل من الوسائد الصغيره بجانبه يقتسمو الفراش الي قسمين
وكأن من وضعتهم كانت تقصد بناء سد بينها وبينه لكنها بدلا من ذلك احتضنتهم وعلت إحدى قدميها عليهم.
يشعر وكأنه يمتلك قطعه من الماس غاليه على قلبه ولن يفرط بها ابدا
الا اذا اتضح انه غاشم وتلك التي يملكها بين يديه ليست اكثر من قطعه زجاج متلونه تغر الناظرين فيها.
بدأت تتململ في رقدتها وتفيق من نومها ليغمض هو عينه سريعا وتشعر هي بثقل يديه الملتفه حول خصرها مغلقه عليها باحكام.
حاولت إحلال يديه من حولها مرارا وتكرارا الي ان فتح عينه وتصنع البلاهه.
الله انتي مش قولتي هتنامي على الكنبه! جيتي هنا ازاي
سيبني مالك مكلبش فيا كده ليه
تركها من بين يديه معطي لها بعض المساحه.
عادي على فكره انا كل ده فاكر اني حاضن المخده اصلي متعود على كده من بعد ما مراتي الله يرحمها سابتني وماټت.
لا تعرف لماذا مزقت الغيرة قلبها ورفعت عيناها له بوجه غاضب.
وهو انا مش مراتك بردو
مراتي بأمارة ايه بقى انشاء الله وانا كل ما احاول أقرب منك تقوليلي سيبني
ألقت نفسها على صدره دون أن تتفوه بكلمه واحدة.
ساره.
وخرج منها صوت همهمه خفيفه.
جيتي نيمتي جانبي ليه
عشان انت طفيت النور وانا مش كان جايلي نوم حسيت بالخۏف وانا قاعده لوحدي فجيت نمت على السرير هنا.
امممم حسيتي بالخۏف فجيتي نمتي هنا بس عملتي بينا حدود بردو مش كده يا سار
ليه ڠصب عنك يا ساره! اه عشان حبك لزياد اخويا يعني طب تصدقي اني بحب حبك ليه وبحترمه كمان.
اشاحت بوجها للجهه الاخري ولفت جسدها بالكامل وهي بين ذراعه.
مش عشان كده بس في حاجه تانيه مش قادره انساها ولا اسامحك عليها.
حاجة ايه دي
انا مش قادره انسى يوم ما رمتني لصاحبك ووقفت تتفرج عليا وهو بيقطع في هدومي...
أنتفض في جلسته مبتعدا عنها وقف من علي الفراش بأهمال وهو منزعج جدا من تلك الذكرى المؤلمة له من قبلها.
انا كنت بحاول اخد حقي منك وماتنسيش ان احنا الاتنين كنا فاهمين الأمور غلط واني لما فهمت طردت صاحبي زي ما بتقولي بسبب غيرتي وخۏفي عليكي.
توجهت اليه فارحه بتصريحه هذا.
بجد يا بيجاد يعني انت بتحبني وبتغير عليا!
لكن سريعا ما اختفت فرحتها ورجعت خطوه للخلف وكأنها تذكرت شيئا مهما.
ولا لأ صحيح ما انت قولتها قبل كده انت بتغير عليا بس عشان انا مراتك وشايله اسمك.
لأ يا ساره مش بس عشان شايله اسمي انا بحبك يا بنت العزيزي والظاهر بقى انك قدر ولاد الألفي الاتنين.
ساره.
نعم.
انا قولتلك اني بحبك وانتي كمان قولتيها خلينا ننسى كل أحزانا ونعوض بعض بالحب والفرح اللي اتحرمنا منهم.
يا ريت فعلا نقدر ننسى كل ألمنا.
خليكي انتي بس صادقه معايا في كل حاجه مش عايزك تخبي عني اي شئ
وصدقيني هانسيكي كل اللي فات ماضينا هننساه وحاضرنا هيبدء من النهارده من اللحظه دي هنبقي انا وانتي شخص واحد ومافيش في حياتنا حد تاني غير يامن ابني وبس.
رحل من المحافظه بأكملها واستقر بحي شعبي معروف في القاهره
ابتعد بجسده فقط عنهم لكن كل تفكيره كان فيهم هما الاثنان وبالاصح فيها هي! من استحوزت على نبض قلبه قبل أن تسرق منه عقله.
حمدلله على سلامتك يا كبير نورت الحته وربنا.
نظر الي ذلك الذي وضع من يده كوب من الشاي أمامه وامسك كوب الشاي بين اصبعي الإبهام والسبابه ثم اتجه بنظره الي النافذه المطله على الشارع ثانية.
الله يسلمك يا مينا معلش ياض هاتقل عليك انت والشباب شويه بس اطمن مش هاطول كتير يومين كده لحد مرسالي على مطرح امان اقعد فيه وادبر اموري.
عيب يا حسن ماتقولش الكلام داه هو احنا عشرة النهارده دا احنا عشرة عمر بحاله في ملجأ واحد
وشغلنا كان زمان واحد بس انت بقى اللي اخترت تبعد وتمشي ورا كلام المتر ابن الاكابر.
ما خلاص المتر ابن الاكابر باعني وحرمني من النعيم اللي كان معيشيني فيه.
مش فاهم حاجه طب ما ترسيني على الحوار كله.
مافيش حوارات ولا حاجه كل الحكايه اني مش هاسيبه
يفرح كتير والمره دي انا اللي هاكسب واندمه قوي علشان زعلني.
فتح الصغير باب الغرفه ودلف للداخل مثلما تعود ولكنه صعق من هول ما رأي!
هل هذه غرفة ابيه المنمقه ام حدث هنا إعصار القي بكل شئ ارضا.
ما الذي دمر ذلك الفراش ولماذا ملابسهم ملقية في كل جهه واين هما بالأساس
استشعر الصغير القلق عليها لابد أن يكون والده قد فعل بها شئ ما فبدء يناديها.
ساله.
انتي فين يا ساله
كانو بغرفة الملابس ولا يعلمو كيف وصلو إليها
ولكنها انتفضت حين استمعت لصوت الصغير
يا خبر يامن صحي وبينادي عليا.
اشششش اهدي خليكي زي ما انتي انا هاخرج ليه ثواني وارجعلك.
هاتخرج كده.
كده اللي هو ازاي يعني!
خجلت من تلميحاته الوقحه واحنت وجهها في الأرض.
وترجل للخارج وهو يضحك على خجلها هذا مغلق باب الغرفه من خلفه.
عايز حاجه يا يامن
تفاجئ الصغير بوجوده وظل بتسأل أين هي
بابي انت لسه هنا مس لوحت السغل
لاء يا حبيبي انا مش هاروح دلوقتي وهاقعد هنا معاك شوية.
طب فين ساله انا عايزها اوعي تكون زعلتها يا بابي
لاء يا سيدي مش تخاف عليها اوي كده هي بس في الحمام تقريبا كده بتاخد شاور انزل انت لداده سعديه قولها تحضر الفطار واحنا هانيجي وراك على طول.
حاضر يا بابي.
جري الصغير وسريعا ما اغلق خلفه الباب وذهب إليها
انا حبيبيك وانتي حبيبتي صح مش كده يا قلبي
ترجلت من المرحاض ترتدي مأزرها عليها وجلست أمام مرأتها اجتذبت تلك الفرشاه لتبدء في تمشيط خصال شعرها الطويل
ومن داخلها تشعر بسعادة كبيره لاتعلم اذا كانت هذه السعاده حصلت عليها مقابل انتصارها على قهر زوجها بإعترافه بحبه لها ام انها راضيه تمام الرضا بحبها هي له
ولكن ابتسامتها بدئت تتلشي شيئا فشئ الي ان تبدلت تلك البسمه بسيل من الدموع المنهمره على وجنتيها في صمت
وذلك عندما رأت تلك الصوره الموضوعه على ذلك الرف الرخامي والتي كانت تضم زوجها وحبيبها السابق معا.
الي ان حاوتطها يداه ضاغطا على كتفيها مجبرها على الوقوف بينهما والاستداره له اخذا تلك الصوره منها ولفها بين ذراعيه
وهمس في اذنيها بكل حب
انا