الحلم
و أكمل قائلا
و أنا متجوز يا أمي و عمر ما هيكون ليا زوجة تانية غير نوار
و لم ينتظر أن يستمع إلى أى كلمة أخرى ألتفت إلى نوار يمسح دموعها و
قبل رأسها كنوع من الإعتذار و ليس فقط إعتذار عن كلمات والدتهو لكن إعتذار عن خطئه الكبير و ذنبه الذي لم يغتفر يوما
زاد الشك داخل عائشة من موقف غسان و ڠضبها أيضا و كان يوسف يشعر بالحيره
و كانت رقيه تنظر إلى نوار پغضب شديد و لو كانت النظرات ټقتل لسقطت نوار أرضا فاقده للحياة و ظل الأمر متوقف لعدة لحظات لتعودرقيه تصعد درجات السلم إلى غرفتها مباشرة و شيطانها يلعب بعقلها و يرسم لها الكثير من الخطط المدمرة
كانت تحاول إطعامه من أكثر من عشر دقائق و هو لا يستجيب لها عيونه ثابته عليها يحاول أن يعتذر منها بتلك النظرات التى تغلفهاالدموع و هى كانت ترى كل ذلك و تشعر به خاصة محاولته المستميته فى تحرك أصابع يديه
لكنها و دون إيراده منها تجاهلت كل ذلك و بداخلها إحساس بالبرود و كأن من يجلس أمامها ليس بجدها أنه شخص غريب لا تعرفه لمتشعر بالشفقة فهل شعر هو يوما بالشفقة عليها فليجرب الأن
راغب أتجوز يا جدي راغب إللى كنت بتدافع عنه علشان تعرف أن كل الرجاله أنانيه انت عارف مش هقول أنه خاېن عارف ليه
صمتت لثواني و هى تأخذ أنفاسها پغضب و عيونها تنظر فى كل الأتجاهات يظهر بها الألم و چرح عميق واضح للجميع لكنهم تحولوا إلىصخور بقلوب حجريه لا أحد يشعر أو يرى ثم نظرت إليه و قالت
أحتدت نظراتها إلى جدها و الڠضب يتضاعف و أكملت
أنت عارف هو عمل أيه هو بس أتألم لمره واحدة فى حياته أتوجع و مقدرش يستحمل الۏجع كام يوم حب يوجعني و يزود چروحي جرحجديد طيب طيب هو مفكرش للحظة فى ۏجعي أنا طول السنين إللى فاتت ولا الخۏف إللى عايشة فيه عمري كله هو أناني أوى ياجدي أناني و ضعيف و أنا بكرهه و بكرهك و بكره إبنك إللى قتل أمي و قتلني أنا بكرهكم كلكم كلكم
الفصل الثامن عشر من حلم
تسير جواره على شاطئ البحر تمسك يده بكلتا يديها كأنها طفله صغير تمسك يد والدها حتى تطمئن من كل العالم المخيف حولها وداخلها شعور دائم انه البطل الخارق الذى يحميها دائما ابدا و جواره كامل الامان لقد مر
اسبوع على زواجهم و تشعر انها داخل حلمجميل لا تستطيع تصديقه تبتسم بثقه و و كان هو يسير بجانبها عقله سارح فى كل ما يعيش فيه من تخبط مر اسبوع على زواجه غارق فى نعيم جنه يكتوى بڼار فراق حلم و محاوله نسيانها يشعر انه خائڼ لجنه حين يفكر فى حلم و اذاتوقف عن التفكير فيها يشعر انه خائڼ لقلبه الذى لا ينبض الا بأسمها واقع بين حيره الحب و الغدر و بين الخيانه و الظلم و بين قلبه وعقله و ضميره
احاسيس مختلفه تجلعه معظم الوقت سارح بعيد عنها و هى تلاحظ هذا و لكنها تخشى ان تسأله حتى لا تصدم بالاجابه او ينجرح قلبهاالذى لا ينبض الا باسمه هو
كانت امواج البحر بصوتها المتميز تتغلغل الى روحها تناديها برفق و بنغمه ساحره جعلتها تترك يده و تقف فى مواجهه البحر تغمض عيونها باسترخاء تستمع بصوت تلاطم الامواج و رائحته البحر المميزه التى تريح القلب و تعد الروح و اشعه الشمس الى تدفئ بشرتهاببعض الخجل لتتسع ابتسامتها همس قائلا
اكيد انا فى الجنه معايا حوريه و بحر و جمال ساحر يبقا انا فى الجنه
اتسعت ابتسامتها اكثر ليكمل هو كلماته
تعرفي نفسي فى ايه
هزت راسها يمينا و يسارا ليكمل هو بصوت هادئ
نفسي اڠرق انا و انت جوه البحر ده نفضل نعوم و الموج يغطينا و السما تشهد على حبنا
حبنا !
قالتها ببعض الاندهاش و مازالت تغمض عينيها و الابتسامه ترتسم على وجها ليقول هو بتأكيد
أكيد حبنا مين يعيش فى الجنه و ميعشقهاش كمان
ربتتات على كتفها جعلتها تفتح عيونها خاصه الابتسامه و نظره الحب التى تحولتلبعض الحزن حين قال هو باندهاش
انت واقفه كده ليه
ظلت نظراتها ثابته عليه و قلبها يأن پألم هل ما حدث كان مجرد حلم امنيه داخل قلبها تتمني حدوثه فقط شعر هو بتلك الدموع التيتتجمع داخل عيونها تحول نظراتها العاشقه الى اخرى حزينه
عارف انى مقصر معاكي بس انا مش رومانسي و مش بعرف اعمل زى ما ابطال الروايات ما بيعملوا لكن ممكن اتعلم و البركه فيكي بقا
نظرت اليه بشك ثم قرصت يدها لتأن پألم ليقول هو باندهاش
ليه عملتي كده
علشان اتاكد انى مش بحلم تاني
شعر بالم قوي داخل قلبه و كل دقيقه و اخرى يكتشف كم هو مخطئ بحقها و كم هو ظالم ليقبل جبينها بقوه ثم همس امام شفاهها
اوعدك من النهارده مش هيكون فى خيالات و لا احلام من النهارده هتعيشي فى جنتي يا جنه
ربنا يخليك ليا يا راغب انا بحبك اوى اوى اوى اوى
ليغمض عينيه غير قادر على رد الجمله لها هو لم يفكر يوم قرر الزواج بها فى ساعه تحدى و ڠضب انه هو ايضا سيدفع الثمن غالي
بعد مرور اسبوعين مليئين بالضغط النفسي القلق والتوتر بين الجميع اليوم يعود راغب الى البيت مع عروسه و رقيه التى لا تتوقفلحظه عن استغلال المواقف حتى تؤلم حلم او نوار اليوم استغلت ذلك الامر بشكل لا يوصف
مع اول خيوط النهار بدأت فى تنظيف المنزل بمساعده بعض الفتايات و اعداد وجبات فاخره من الطعام كانت عائشه تتابع كل ما يحدثبتوتر شديد و هى تشعر بضغط كبير بعقلها و كأنه سينفجر من كثره التفكير و ايضا الخۏف و الترقب
ان كل ما يحدث حولها يجعلها فى حاله نفسيه غير صحيه لها او لطفلها
و ذلك حقا ما يقلقها خاصه مع ذلك الالم الذي بدات تشعر به اسفل معدتها كانت تعتزل الجميع حتى تستطيع تحديد ذلك الالم و سببهو حتى لا تقلق يوسف الذى اصبح قلق طوال الوقت بطبيعه الحال و اصبح شديد العصبيه فكل ما يحدث لا يستطيع تقبله من الاساس وكم من مره تحدث الى والدته التي لا تتراجع عن ما تقوم به مهما قال لها و ايضا تحدث مع والده الذى يقف موقف سلبى تماما فىالحقيقه هو غير راضي عما تقوم به زوجته لكنه لا يتحدث في الامر و لا يحاول ان يوقها و اصبح يقضي اغلب وقته فى غرفه والده و كأنهيعتذل الجميع و لم يعد يذهب الى عمله ايضا و القى الحمل فوق كتف غسان الذى يدير عمله و يتابع
عمل راغب حتى يعود و الان يقومبمهام والده ايضا و بسبب كل ذلك لم تستطع تنفيذ ما كانت تخطط له و خاصه بسبب المها المستمر و الضغط المستمر على الجميع
بدء عقلها يرتب افكاره و كل امور تلك العائله تعود الى مكانها الطبيعي انقلب حال البيت و بدأت الشقوق و التصدعات تظهر لعيونالجميع كل الاخطاء الضعف فى اساس تلك العائله و الذي حاول بركات ان يداريها طوال تلك السنوات تتضح للجميع و اصبح البيتالان ايل للسقوط دون شك و الخۏف ان يقع فوق رؤؤسهم جميعا خاصه اذا ظل اصحابه على تلك الحاله و لم يفكروا فى الخروج من تلكالدائره المغلقه العالقون بها و التي يدورون فيها دون توقف
اخدت نفس عميق و عقلها يصل بتفكيره على حال اختها الذى انقلب انها لا تبقى فى البيت وقت طويل لا احد يعلم الى اين تذهب اوماذا تفعل لكنها تبدوا غريبه جدا صامته و هادئه لا تهتم لكل ما تقوم به زوجه عمها و كان الامر لا يعنيها و الاكثر غرابه انها يومياكانت تتحدث الى جنه و اذا لم تتصل جنه بها تتصل هى و تظل تضحك كعادتها معها
هذا كان يثير جنون رقيه بشكل كبير و التى اوضحت ذلك ذات يوم حين ظلت واقفه امام حلم و هى تتحدث الى جنه تتابع ما تقوله و بعدانتهائها قالت لها بصوت هادئ لكن يحمل الكثير من الڠضب
أنت عايزه ايه من جنه عايزه تخربي عليها صح
قطبت حلم حاجبيها بأندهاش و قالت ببعض الحيره
هخرب عليها ليه ده انا اللى روحت ابلغها برغبه ابن عمي فى جوازه منها و انا اللي كنت معاها فى كل خطوه
كانت رقيه تستمع اليها بحاجب مرفوع و ڠضب كبير واضح داخل عيونها و قالت پحقد شديد
اوعي تفكري انى هسمح لك تدمري حياه ابني انسي انا موجوده يا حلم و مش هسمح بكده
كان الجميع يتابع ما يحدث بصمت و برود و هذا اكثر ما يضايقها و كانت تود التدخل لتوقف زوجه عمها عما تفعل لكن رد حلم جعلهاتبتسم و تجلس بأسترخاء
لو انت ناسيه يا مرات عمى انا افكرك انا رفضت ابنك قدامكم كلكم و هو ركع قدامي بيترجاني احبه و انا قولته لا يعني هو مش فارق معايا اطمني
و غادرت من امامها بثبات وقوه ودون ان تنظر الى اى منهم صعدت الى غرفتها
عادت من افكارها على صوت زوجه عمها التى تغادر المطبخ متوجه الى الخارج و