حكاية جنه
حاجه هات الورق
قرأ عمر الورق ثم أخرج قلمه وذيله بتوقيعه وقال ل أيمن
اعتقد كده ماشيين بمعدل كويس مفضلش الا الجهه الغربيه
بالظبط كده وكلها يومين ونخلص الرش هناك ان شاء الله
ربنا يستر ونلاقى نتيجة ومتكنش مصاريف على الفاضى
لا ان شاء الله أنا مستبشر خير
سار الصديقان معا فسأله عمر
ها ايه أخبارك مع خطيبتك
ابتسم أيمن قائلا
كله تمام الحمد لله
الحمد لله ناوبين على امتى ان شاء الله
بصراحة محددناش معاد محدد سايبنها بظروفها يعني لما نحس احنا الاتنين اننا مقتنعين ببعض واننا مستعدين للخطوة دى
ربت عمر على كتف صديقه قائلا
تسلم يا عمر وانت ايه أخبارك مع خطيبتك
أزاح عمر يده من على كتف صديقه ونظر أمامه ولم ينطق بشئ فحثه أيمن قائلا
ايه فى مشاكل بينكوا لما شوفتكوا من شوية كنتوا كويسين
قال عمر وهو شارد
مش عارفه يا أيمن ساعات بحس انى بحب نانسي أوى وساعات
.
وساعات ايه
ساعات بحس ان دماغنا مش راكبه على بعض
ازاى يعني
تنهد عمر قائلا
مش عارف حقيقي مش عارف حاسس انى متلخبط وعقلى مبيبطلش تفكير
وجدا جدولا من الماء فجلسا على صخرة أمامه سكت أيمن قليلا ثم نظر الى صديقه وسأله قائلا
أخذ عمر يفكر وهو يلقى ببعض الحصى فى الماء . ثم قال
جميله جذابه مرحه
ذكية من عيلة كبيرة
قال أيمن مستنكرا
بس كده
سكت عمر وهو يشعر بالحيره ثم وجهه نفس السؤال الى صديقه قائلا
طيب انت ايه اللى عجبك فى خطيبتك وخلاك تقول هى دى غير حكاية المصحف والمطار
عجبنى حاجات كتير ولما عرفتها وعرفت أهلها حبيتها أكتر واقتنعت بيها أكتر عجبنى أخلاقها وأدبها وحيائها لما ببصلها بشوف فيها أم لولادى
صمت قليلا ثم أكمل قائلا
أعقب حديث أيمن صمت طويل لا يتخلله الا تغريد العصافير على الشجر وبعد فترة نظر أيمن الى عمر قائلا
انت حاسس بكده مع خطيبتك
لو انت حاسس بكده مع خطيبتك يبقى يا بختك بيها
ابتسم أيمن ولم يعقب بشئ
صحى النوم يا عروسه
هتفت سماح بهذه العبارة وهى توقظ ياسمين من نومها لكنها لم تدرى أن ياسمين لم تذق غمضا منذ يومين كانت تنام على سريرها مغمضة العين لكنها متيقظه ومنتبهه تفكر وتفكر وتفكر تململت ياسمين فى فراشها ونظرت
الى صديقتها قائله
صباح الخير ايه اللى جايبك بدرى كده
بدرى ايه يا بنتى الساعه 10 والنهارده فرحك قومى ورانا حاجات كتير
قامت ياسمين متكاسله وقالت
المأذون هييجى العشا هعمل ايه أنا من دلوقتى للعشا
هتفت سماح قائله
يا ربي وبتقولى هتعمل ايه قومى يا بنتى مفيش وقت يلا
نهضت ياسمين وتوجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لتريح أعصابها المشدودة
قام والد عمر من نومه ليجد زوجته جالسه على السرير وعلامات القلق بادي على محياها فاعتدل جالسا وقال
صباح الخير يا كريمة صاحيه من بدرى
تنهدت قائله
أنا منمتش أصلا من بعد الفجر
ليه يا حبيبتى ايه اللي مصحيكي
قالت بصوت باكى
شوفته تانى يا نور
هو ايه اللي شوفتيه
الحلم اللي حلمته ل عمر من فتره شوفته تانى النهارده بنفس الشكل ونفس التفاصيل الحية بتجرى عليه وهو بيقع فى البير وبعدها الحية بتهرب منه أنا خاېفه أوى
أمسك يدها فى يده قائلا
متخفيش ان شاء الله ربنا يحفظه
يارب يارب احميه يارب واصرف عنه السوء
مبروك يا عروسه طالعه زى القمر فى فستانك
قال سماح هذه العباره وهى تحتضن صديقتها كانت باسمين ترتدى فستانا بسيطا لونه سيمون وبوليرو وطرحه نفس اللون كانت رقيقه وبسيطه للغايه اقتربت منها ريهام قائله
مش كنتى لبستى فستان فرح يا ياسمين فى عروسه ما بتلبسش فستان فرح
ابتسمت لها ياسمين قائله
أنا مرتاحه كده يا ريهام
عانقتها ريهام عناقا طويلا لم تتحدث فيه وكأن الكلام يعجز عن وصف شعورها فى هذه اللحظة قالت ياسمين والدموع تتجمع فى عينينها
كان نفسي أوى ماما تكون معايا النهاردة
أسرعت والدة سماح قائله
وأنا روحت فين يا بنتى مش أنا زى ماما برده
التفتت اليها ياسمين والدموع فى عينينها تهدد بالسقوط وابتسمت قائله
طبعا يا طنط ربنا عالم أنا بحب حضرتك أد ايه
عانقتها والدة سماح وربتت على ظهرها قائله
وربنا يعلم انك عندى من غلاوة سماح بنتى انتى وريهام ربنا يحميكوا بنتين زى الفل ومتتخيروش عن بعض
قالت سماح
ايه يا جماعة هنقلبها نكد ولا ايه لا بقولكوا ايه النهارده فرح وضحك وزغارط وبس مش عايزة أشوف دمعه واحدة فى عين حد فيكوا النهارده فاهمين
ابتسم ثلاثتهم وبدأوا فى الغناء واطلاق النكات والضحك محاوليين اسعاد ياسمين ورسم البسمة على شفتيها
سألت نانسي صفية زوجة عويس الغفير والتى كانت تقوم بتغيير شراشف الأسرة فى حجرات بيت المزرعة قائله بصوت منخفض
هو فين عمر
قالت صفية على الفور
فى أوضته يا هانم تؤمرى بحاجه
قالت نانسي وهى توليها ظهرها وتنصرف
لا ميرسي
تابعتها صفية بعينيها ولوت شفتيها قائلا
لا ميرسي
ثم عادت لاكمال عملها
دخلت نانسي حجرة عمر وسمعت صوت الدش فى الحمام الملحق بغرفته فارتسمت ابتسامه خبيثة على شفتيها وبعد فترة توقف صوت الدش وخرج عمر يلف نفسها بمئزره توقف فجأه عندما وقعت عيناه على نانسي الجالسه على فراشه نظر الى فستانها القصير الذى لا يكاد يغطى شيئا تسمر فى مكانه فابتسمت نانسي قائله فى دلال
كنت حسه انى جعانه عملت شوية سندويتشات ناكلهم مع بعض على ما العشا يجهز
أخذت ساندوتش من الصنية التى وضعتها على الكمودينو ووضعت ساقا فوق ساق ثم نظرت اليه قائله
ايه مش هتيجي تاكل
تقدم عمر حتى أصبح فى مواجهتها لا يدرى لما وفى هذه اللحظة بالذات تذكر تلك الفتاة التى صدمها بسيارته والتى كانت ترقض على السرير فى المستشفى لا يظهر منها الا وجهها وكفيها ومع ذلك كانت تخجل من نظراته وتتورد و جنتاها بحمره الخجل وتبعد عيناها عن عينيه لم
يشعر بنفسه الا وهو يقارن بينها وبين تلك الفتاه الجالسه أمامه بجرأة بلا أدنى شعور بالخجل شعر بشئ من التقزز وقال لها بصرامة شديدة
فى واحده محترمة تعمل كده تدخلى اوضة شاب أعذب وانتى لابسه لبس زى ده
قالت وعلامات الدهشة مرسومه على محياها
ايه المشكلة احنا بنحب بعض و خلاص هنتجوز
ثم أضافت بدلع
ولا انت معدتش بتحبنى
نظر اليها نظرات غاضبة وأطبق أصابع كفيه بشده وكأنه يريد أن يلكم أحدا وقال لها بصوت هادر
نانسي اطلعى بره أنا مش طايق أشوف وشك
قالت فى عدم تصديق
نعم بتقول ايه
صاح غاضبا
بقولك اطلعى بره يا نانسي حالا يا إما بجد هتندمى
نهضت نانسي وهى تشعر بالمهانه وقبل ان تغادر الغرفة قال لها
جهزوا نفسكوا عشان هنرجع مصر حالا
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب بقوة ذهبت الى والدتها وقالت بعصبيه
يلا عمر طردنا من هنا
لازم نمشي
صاحت والدتها فى فزع
مش فاهمة يعني ايه طردنا
صړخت نانسي فى وجهها قائله
بقولك طردنا يلا قومى
وما هى الا لحظات حتى جاء عمر حيث تتحدث المرأتان ووجه حديثه الى نادين قائلا
معلش يا طنط جالى تليفون شغل مهم ولازم أنزل مصر حالا لو حضرتك عايزة تستنى انتى وعمى ونانسي مفيش مشكلة بس أنا راجع مصر حالا
تصنعت نادين الابتسامه ثم قالت
لا يا حبيبى واحنا ايه اللى يقعدنا هنا احنا قضينا 3 أيام وحقيقي لازم نرجع مصر عشان أشغالنا
طيب تمام أنا منتظركوا تحت فى العربية عشان تمشوا ورايا بالعربية بتاعتكوا زى ما جينا عشان متتوهوش فى الطريق
ماشي يا حبيبى
خرج عمر فوجهت الى نانسي نظرات صارمة قائله
هنتكلم فى البيت
ركب عمر سيارته وانتظرهم كان يشعر وكأن بداخله بركان بغلى من الڠضب كان هذا الڠضب موجه أكثر الى نفسه كيف كان أعمى الى هذه الدرجة كيف لم يستطع تمييز الغث من السمين كيف لم يرى أن خطيبته لا تتناسب أبدا مع قيمه وأخلاقه كيف اهتم بالقشور ونسي اللب كان يسأل نفسه هذه الأسئلة وهو لا يدرى أيغضب من نانسي أم من نفسه رآي ثلاثتهم وهم ينزلون الدرج ويركبون سيارتهم شغل محرك سيارته ولكنه انتبه الي صوت محرك سيارتهم حيث أصدر صوتا عاليا ثم توقف تماما
فأخرج رأسه من الشباك ونظر الى الخلف قائلا
مش عايزة تدور
أخرج والد نانسي رأسه هو الآخر وقال
ايوة النور كان والع وشكل البطاريه فضيت
طيب سيبوها وأنا أخلى حد من العمال يجيب ميكانيكيى ويصلحها ويوصلهالنا مصر وتعالوا اركبوا معايا
نزل ثلاثتهم فى صمت همت نانسي أن تركب فى الخلف لكن مادين دفعتها الى الباب الأمامى فجلست متبرمة بجوار عمر وانطلق بسيارته قاصدا القاهرة وفى رأسه ألف سؤال وسؤال
تعالت الزغاريد فى بيت ياسمين والتف الجميع حولها من أصدقاء وجيران مهنئين ومباركين لهذا الزواج دخل عبد الحميد حجرة ابنته و العبرات تملأ عينيه وقبلها فى جبينها وأمسك يدها فأسرعت ياسمين بسحب يدها والعبرات تختنق فى عينيها نظر اليها والدها وأمسك رأسها بين كفيه قائلا
الحمد لله ان ربنا أحيانى وشوفت اليوم ده بنتى أنا عروسه
تركت ريهام لعبراتها العنان كانت سعيده لزواج أختها لكن فى حلقها غصه كيف ستحيا بعيدا عنها كيف وهى الأم والأخت والصديقة وكل شئ بالنسبه لها وما هى الا لحظات حتى تعالت الأصوات لتنبئ بوصول المأذون فتعالت الزغاريد مرة أخرى
كان مصطفى يقف سعيدا وسط الحضور عندما وقع نظره على آخر شخص أراد رؤيته فى تلك اللحظة نعم انها نهلة كانت تقف أمام الباب ترمقه بنظرات غاضبة ناريه أسرع الخطى اتجاهها وجذبها من ذراعها وخرج من الشقة وقال لها پغضب
بتعملى ايه هنا ايه اللي جابك
قالت له ونظرات الاحتقار تملأ عينيها
متخفش أوى كده
يا عريس أنا لو كنت عايزة أبوظلك الجوازه كنت جيت البيت ده من زمان
قال پحده وهى ينظر حوله خوفا من أن تنتبه ياسمين أو والدها
أمال ايه اللى جابك
قالت بسخريه
جايه أشوفك وانت عريس
وفى تلك اللحظة خرجت ياسمين من حجرتها وجلست على الطاولة التى ضمت المأذون ووالدها فألقت عليها نهلة نظرة حاقدة وقالت
هى دى بأه ربت الصون والعفاف
قال مصطفى محذرا اياها
نهلة انتى عايزة ايه بالظبط
نظرت اليه قائله
مش عايزة حاجه قولتلك جايه أشوفك وانت عريس يلا عروستك مستنياك
تركها مصطفى وهو يشك فى أمرها دخل وقلبه يكاد يقفز من مكانه من الخۏف وقدميه