غيوم ومطر بقلم داليا الكومي كامله
مطلوب عشان السفر جواز سفر صالح وموافقه خطيه من الزوج متوثقه في الشهر العقاري و... قاطعتها بإحراج ...
انا مطلقه ..
الموظفة مجددا تفهمت تساؤلاتها واحراجها فقالت بتفهم وصبر..
فهمتك يبقي محتاجين موافقة ولي امرك والدك او اخوكى مثلا ...لكن بطاقتك لسه مكتوب فيها انك زوجة عمر فخري نجم يبقي لازم تغيري البطاقه وتكتبي فيها مطلقه ...هتروحى السجل المدنى بقسيمة طلاقك وتطلبي تعديل البيانات هذه المره صاحت بفزع ...
انتى لسه متطلقه قريب ... هزت رأسها بالنفي ..
لا مطلقه من اربع سنين هذه المرة كان دور الموظفة لتفتح فمها ببلاهة ..
اربع سنين ومعندكيش قسيمه ليه ... صمتت بمراره بماذا ستجيبها ... هى لا تملك أي اجابة لم يخطر في بالها من قبل موضوع القسيمة فلم تحتاج اليها ابدا من قبل ...بالفعل عند الطلاق يقوم الزوج بارسال قسيمة الطلاق لكنها لم تتلقي أي شيء ...هل تلقتها والدتها واخفتها عنها ... عمر لم يرسل لها القسيمة وهذا يتركها قانونيا زوجته ...شرعيا عمر طلقها ولا تحل له لكنها أمام القانون زوجته فلا توجد ورقة رسمية تؤكد انها مطلقة...علي الرغم من انها تعلم جيدا انه مجرد تقصير من عمر في استخراج القسيمة ربما بسبب سفره هذا علي افتراض ان والدتها لم تخفيها عنها كى لا تؤلمها عندما تراها لكن مجرد
شعورها انها زوجته ولو بالاسم اثار لديها شعور رائع بالنشوه ....
زوجة عمر فخري نجم..ليتها زوجته بالفعل لكن تلك اللحظات القليلة من الصدمة كانت محفز رائع لهرمون السريتونين .... هرمون السعادة عاد للعمل بعد توقف سنوات تكاد تصل للعشرة ...صحيح انها لحظات فقط لكنها كانت رائعه ...
طوال طريق عودتها تمسكت بالامل الضئيل فى أن يكون عمر لم يطلقها رسميا عند المأذون ... في الواقع لن يتغير من الامر شيئا لكنها ارادت الاحتفاظ بشعور انها تنتمى اليه لاطول وقت ...وعندما وصلت اخيرا لم تنتظر حتى تدخل بالكامل بل سألت والدتها التى فتحت لها الباب بلهفة قاټلة ماما ...فين قسيمة طلاقي ...
ما فيش قسيمة
توقعت انفجار غاضب من فريده او حتى علي الاقل المطالبة بضرورة احضار قسيمة فورا لكن أن ټحتضنها والفرح يشتعل في عينيها بصورة لم ترها من قبل جعلها مصډومة كليا ...ل
اول مره في حياتها تري فريده سعيدة ...اما فريده فبعدما ابتعدت عنها قالت
نعم هى تعلم ..كلمة السر شريفه ..الآن فهمت طلب جدتها الغريب والصاډم عندما طلبت من عماد أن يخطبها من عمر ...انه كان يخطبها من زوجها ... تلك العجوز الخبيثة لم تكن تتصرف بعشوائية بل كانت تخطط وتدبر ..في البداية ظنت انها اخذت جانب عمر وارادت أن تذلها ولكنها في الواقع كانت تحرج عمر وتستفزه كى يتصرف ...كى يخرج عن صمته ...
اه يا جده لقد تصرفتى كثعلب عجوز خبيث ...اجبرت عمر علي المواجهة ولكن يتبقي السؤال الاهم ...لماذا لم يطلقها عمر رسميا ...
ودعت والدتها وغيرت اتجاهها ...لم تدخل من الباب بل هبطت مجددا في اتجاه منزل جدتها القديم ....
وريما قررت الاقامه مع جدتها كى لا تتركها وحيدة وبمجرد أن فتحت لها ريما الباب علمت أن فريده مختلفة ...
سألتها مباشرة بدون حتى أن تحيها .. تيته فين ... ولم تنتظر الاجابة ... اتجهت مباشرة إلي غرفة جدتها ووجدتها تصلي العصر بخشوع تام ... جلست علي فراشها النحاسي تنتظرها حتى تنتهى من صلاتها ...غريبة جدتها العجوز في تماسكها وصلابتها علي الرغم من انها في اواخر السبعينات وربما اتمت عامها الثمانين لكنها كانت بحيوية مدهشة وصحة جيدة ...رائحة البخور تعبق المكان لتزيل عنه أي رائحة سيئة وتملاء انفها وصدرها برائحة الاطمئنان ...ما ان انهت الجدة صلاتها حتى اشارت لفريده بالانضمام اليها ارضا ...
جلست إلى جوارها واستلمت كفها بحنان ..جدتها ربتت بيدها الاخري علي رأسها وبدأت في الدعاء لها ...كم ترتاح فريده الي حضنها الدافىء ... ربما تلومها لانها تركتها ورحلت لكن خالها اصر علي اصطحابها كى تري ابنائه وزوجته والسنوات مرت كأنها ايام فوجدت نفسها تقضى السنة تلو الأخري هناك لكنها قررت بعزم العودة إلي القاهره فلن ټدفن سوى في ارض بلدها الحبيب...
تجرأت اخيرا وسألتها السؤال الذى ينهش عقلها بلا رحمة ...الحماس الذى انتابها منذ ان علمت عن موضوع القسيمة غادرها الآن وعادت الي الاحتمال الواقعى الوحيد ...
في لحظات مچنونة تمنت أن يكون عمر لم يطلقها رسميا لكنها الآن عادت إلي ارض الواقع بمجرد رؤية منزل جدتها الذى ذكرها بيوم طلاقها فهى لم تدخله من يومها ... ذكرها بفعلتها الدنيئة وسبب طلاق عمر لها.. فتناقصت احتمالات تناسي عمر لاستخراج وثيقة رسمية ...
سألت جدتها علي استحياء وهى تتمنى ان تسمع ما تريد ...سألتها ...
فين قسيمة طلاقي...
فريده تكاد تجزم انها رأت بريق عابث في عيون جدتها التى اجابتها ببساطة
ما فيش قسيمه
اطرقت برأسها واجابتها ....
ايوه عرفت لكن ليه ...
الجده اجابتها ...
عشان عمر مطلقكيش رسمى عند المأذون لحد النهارده
يا الله انها الاجابه التى تمنت سماعها ...انها
زوجته قانونيا إلي الآن ... بالطبع لن يشكل ذلك أي فارق في موقف عمر من جهتها لكنها شعرت بالسعادة ولا تدري لماذا ...فهى تسمى زوجته ولو علي الورق سألتها بلهفه ...
ليه عمر مطلقنيش رسمى لحد النهارده ..
اخر اجابة توقعت سماعها ....ربما توقعت أن تسمع انه لم يجد الوقت أو حتى انه
نسيها واسقطها من حساباته ولم تعد تشغل باله فلم ينتبه الي استكمال الاجراءات لكن الاجابة التى حصلت عليها كانت صادمه بدرجة مخيفة لم تتحملها وأتتها من من مصدر مختلف ...فالاجابة الصاډمة التى حصلت عليها قدمت من مصدر رجولي يتحدث من خلفها بتأن ...التفتت بسرعة مذهلة لتجد عمر يقف عند الباب وهو يربع ذراعيه أمام صدره ويراقبهم بعيون حاده مثل عيون الصقر ...كان ينتظر بتحدى بعد أن القى قنبلته شديدة الانفجار ...
ترددت كلماته في اذنيها وهو يقول بتحدى ...
مافيش قسيمة لانى رديتك لعصمتى قبل ما العده تخلص بيوم ومصطفي وكريم اصحابي شهود علي كده ....
الحلقة الثانية عشر.
رواية غيوم ومطر.
للكاتبة داليا الكومي.
12سجينة في انتقامه.
لا تعرف متى بالتحديد انسحبت جدتها وتركتهما بمفردهما لكنها كل ما وعت له جيدا كان تعجبها من انها كيف من لحظات قليلة كانت تري غرفة جدتها متسعة للغاية والآن تراها ضيقة كجحر جرذ صغير بعدما احتلها عمر بوجوده المفاجىء ...منذ متى وهو هنا ..
بالتأكيد من قبلها فهى دخلت كطلقة المدفع ولم تعطى لنفسها فرصة لاستكشاف محيطها قبل دخولها لغرفة جدتها ...معرفتها انها ما زالت زوجته شرعا وليس قانونا فقط كانت فوق احتمالها وكادت أن تفقد الوعى ولكن صمته وعدم بوحه عن ذلك السر الرهيب طيلة اربعة سنوات حفز عقلها ومنعها من فقدان الوعى ... سألته وهى ترتعد ...
ردتنى اجابها بجمود ...
ايوه...قبل ما العدة تخلص بيوم ...
تماسكت وهى تسأله مجددا ...
ليه ...
كانت تريد سؤاله عن سبب صمته كل تلك السنوات ... انها الآن مرتبكة بشدة والأمور اصبحت معقدة تماما ...انها زوجته ولديه خطيبة محبة ... لماذا الآن فقط علمت ...هل عاد لتصحيح الأمور ...
ربما عاد ليطوى صفحة الماضي ويبدأ حياة جديدة ... هل تملك الشجاعة والقوة كى تحاول استعادة حبه المفقود ...هل تستطيع جعله يحبها من جديد ارادت ان تسأله الكثير لكن حلقها اختنق بالعبرات فلم تستطيع مواصلة الكلام ...
وعندها وجدت عمر يقول بإشمئزاز ....
اوعى تفتكري عشان مطلقتكيش للنهارده انى بحبك او باقي عليكى ... يمكن ده كان حالي من 4 سنين يوم ما قررت اردك ورجعت من الامارات ندمان انى خسرتك ونويت انى اعوضك عن قسوتى عليكى.... لكن لما رجعت وشفت قذارتك بعيونى قررت انى اسيبك معلقة كده ...حتى حريتك خساره فيكى
لم تصدق ما كان يقوله ... متى عاد من الامارات ...لقد سافر بعد الطلاق مباشرة ولم يعد ابدا سوى يوم زفاف اسيل ...ارادت ان تسأله لكن كلمته رأيت قذارتك بعيونى ضړبتها حتى النخاع...هناك خطب ما ...هذا ليس عمر الذي تعرفه ..انه الآن شخصا مختلفا حقود ممتلىء بالمراره ويتهمها بأبشع التهم ...بشاعة التهم جعلت فمها جاف للغاية ولسانها التصق في مكانه ولم تستطع النطق حتى بحرف واحد ...ارادت ان تفهم ارادت أن تعود فريده القديمة التى تهب لكرامتها لكن الفكرة البشعة التى تحتل فكر عمر شكلت حاجز منعها حتى من الدفاع عن نفسها ...ما اهمية تبرئة نفسها من تهمه مقتنع انها تستحق أن توصم بالقذارة بسببها ... فلمن اذن ستبريء لنفسها .. لا يهمها من العالم احدا سواه..حتى وان نالت البراءة ولم يقتنع عمر فما اهمية تلك البراءة ..
في الماضى كانت تتعصب وتصدر الاحكام المتسرعة بدون تفكير أما الآن فحتى حقها في الدفاع عن نفسها تخلت عنه بكامل ارادتها فما فائده تبرئة نفسها اذا كانت ستخسره في كل الاحوال..
سمعته يستطرد بقرف واضح ...
برودك مقزز ...مش همك حتى انك تدافعى عن نفسك ...انا لما رجعت من الامارات كنت ناوى اعوضك ... ناوى افتح صفحه جديده ..الغلط كان متبادل بينا والشهور اللي قضتها بعيد خلتنى اهدى وافكر كويس ...لكن لما رجعت وشفتك معاه في الكافيه كان ممكن ارتكب چريمه واقټلك ... فعلا فكرت انى اقټلك لكن افتكرت انك بتتصرفي بحرية لانك معتقدة انك مطلقه... خلصتى من هم تقيل وبدأتى تشوفي حياتك
صوتها خرج ضعيف لا يشبه حتى صوتها بأي حال ...
مش فاهمه ..انت رجعت امتى وشفتنى فين ...
ابتسم بمرارة وقال ..
خلاص يا فريده مش مهم
...الماضى انتهى انا علقت الطلاق بس رغبه في اذلالك ...رغبه في التشفي فيكى لما تيجى لعندى تتمنى انى اطلقك