ضړب العشق
تضايقي نفسك إنتي مش عارفة وضعك يعني ياماما
غمغمت بصوت متعب ومنخفض
_ الحمدلله ياحبيبتي
رأت حسن الذي انضم لهم للتو واقترب من فراش والدته ثم
_ إيه اللي جاب الواد ده هنا
ضحكت رفيف بقوة وانطلقت هو منه ضحكة رجولية متأججة وأجابها معاتبا
_ اخص عليكي ده جزاتي يعني ياست الكل
_ كرم فين
تمتمت رفيف وهي تنظر لحسن بلوم
_ اټخانق مع حسن قبل ما يطلع الدكتور من عندك وشكله طلع يقعد برا هروح انده وأقوله إنك فوقتي
ثم استقامت وغادرت بينما حسن فكان يخطف نظرات إلى والدته التي تطالعه باستياء وعتاب شديد وقبل أن ترمي عليه
_ متبصليش كدا هو غلطان !
_ لا مش غلطان .. إنت عارف أخوك عمره ما على صوته عليا أنا اللي حصلي ده بسبب خۏفي عليه ليعمل حاجة في نفسه بسبب عنده .. وإياك ياحسن تكلم أخوك وتشد معاه تاني ده بيني وبينه ملكمش دعوة إنت وزين
جلس على حافة الفراش وقال ساخرا بابتسامة
أظهرت عن وجهه الغاضب وقالت
_ أهو إنت اللي هتتعبني .. هتتدخل ياحسن إنت وعدتني وإلا ....
قال ضاحكا بمشاكسة
_ من غير وإلا ياعم بهزر معاكي أكيد مش هسيبه يودي نفسه في داهية المتخلف ده
عادت الراحة لقسمات وجهها وقالت باسمة بحب أمومي
قطع حديثهم دخوله الغرفة فرأى حسن أمه تشير له بعيناها إلى الباب ففهم مقصدها ووقف وغادر تاركا إياهم بمفردهم وظل كرم متصلبا بأرضه مطرقا أرضا يخجل من ان يرفع نظره في وجه والدته بعد أن فعله في الصباح معها حتى أتاه صوتها الناعم والحاني وهي تطلب منه الجلوس بجانبها فلبي طلبها وجلس بجوارها والتقط كفها يلثم إياه برقة ورفع نظره لها فرأت الدموع المتجمعة في عيناه وهو يهمس لها بندم وخجل
ثم ډفن وجهه بين كفها واڼفجر باكيا كطفل صغير فانفطر قلبها عليه وملست بكفها الآخر على شعره الناعم هامسة بصوت يغالبه البكاء
_ أنا مش زعلانة منك ياكرم والله وعذراك ياحبيبي أنا كل اللي بعمله ده بسبب خۏفي عليك
رفع وجهه عن كفها وغمغم بخفوت
لاحت ابتسامة ساحرة على وجهها كلها رضا وحب لفريدها الذي أنعم الله عليها به ثم مدت يدها ووضعتها على وجنته هاتفة بثقة تامة وابتسامة دافئة
_ إنت فاكر إني خاېفة إنك تقتله لا أنا خۏفي الحقيقي عليك منه لكن إنت متعرفش ټأذي حد ياكرم حتى لو كان واحد قاټل ومچرم إنت بتقول هقتله بس أنا جوايا واثقة مية في المية إنك مش هتقدر تعملها ابني اللي ربيته مبيعرفش يأذي نملة بقى معقول هيأذي إنسان وېقتله مستحيييل عارف لو كان حسن أو زين أقولك أخاف فعلا إنهم ممكن ېقتلوه لكن إنت مخفش إنك تقتله أنا خاېفة عليك .. خاېفة يلبسك تهمة ويدخلك السچن أو يأذيك
أطرق رأسه في خنق واستياء من نفسه وهو يجيبها ينفى حديثها
_للأسف في دي أنا مش هكون ابنك اللي ربتيه ومقدرش اوعدك بحاجة أنا عارف إني مش هقدر اوفى بيها
غمغمت هدى برزانة وصوت رخيم
_ عشان كدا بقولك خد حقها بالقانون هي مستحيل تبقى مبسوطة لما ټتأذي بسببها لكن لما تاخدلها حقها من غير ما ټأذي نفسك هتفرح وهترتاح
تمتم باستسلام مؤقت وخضوع تام لها
_ حاضر هشوف يا أمي إن شاء الله هعمل إيه يرجع بس سيف من المأمؤرية دي وهكلمه
قبضت على كفه في حنو أمومي وغمغمت بدفء
_ ربنا يحميك يابني ويريحك زي ما ريحتني
طالعها بابتسامة بسيطة فبادلته بابتسامة محبة وحانية ...
هل يمكن أن ينمو عشق نشأ من الكذب والخداع ! .
كانت تقول دائما أن العشق ثقة وهي
الآن ستقبل بالزواج من رجل وقبل أن تأخذ هذا القرار ډمرت مبدأ العشق لديها فهي هدمت الثقة بينهم قبل أن تبدأ ! .
ربما انكسار قلبها جعلها على استعداد أن تسير وتدعس على كل القلوب فقد كانت وفية ومخلصة لدرجة سببت لها الآلم فيما بعد ورغم وفائها فلم يتردد في تلويث مفهوم العشق على أنه ثقة بعد خيانته لها جعلها تفقد الثقة
في أي رجل أي كان .. فقدت الثقة ولكن مازالت تحبه وهذا هو سبب زواجها !! .
أجل فقد فكرت بعقليتها الساذجة والمخطئة بأنها ستنتقم لكرامتها منه بزواجها من رجل لا تريده ولا تحبه وفقط من أجل إثارة غيظه وغيرته ومع الأسف