الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه قلبي وعيناك والايام بقلم رحاب ابراهيم

انت في الصفحة 8 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


لأول مرة يكلم أبويا بعد السنين دي كلها... وخيره أني لو ما اتجوزتش صالح هيفضل ڠضبان عليه لحد ما ېموت! فغرت إيمان فاها من الدهشة... ثم اغلقت فمها بتقطيبه ارتقت على محياها وقالت بتعجب _ هو جدك مكنش ده كله لسه كلم أبوكي !...رغم جواز أختك من أبن عمك من خمس سنين! شعرت ليلى لبرهة أنها ضاقت من متابعة هذا الحديث.... ولكن تابعت علها تنفض من على عاتقها هذا الهم واستطردت _ لأ مكنش كلمه..صالح اتجوز أختي لأنهم كانوا بيحبوا بعض وجدي مقدرش يرفض.... ولا عرف يضغط على أبويا...بس النهاردة بيستخدمني عشان يرجع أبويا للبلد...طب أوافق أزاي واحط نفسي في چحيم واحد مش قادرة ولا هقدر أنسى أنه كان جوز أختي! واحط أبويا في دايرة اڼتقام ثأر وأعرضه للخطړ من تاني! طرحت إيمان سؤال آخر لتفهم الأمر أكثر _ طب وأبوكي موافق! .. التمعت عيني ليلى بالعبرات التي مرت ساخنة على بشرتها الخمرية اللامعة وقالت بصوت متهدج _ أبويا محتار وبيفكر...بس أنا شايفة ميل الموافقة في عنيه ! بالذات أن الموضوع مش بس كده...ده عشان ولاد أختي كمان يتربوا في حضڼي من غير ما تيجي واحدة تقسى عليهم...هو ده الكلام اللي متوقعة اسمعه منه قريب.... جالت إيمان بفكرها لمدة دقائق وأعادت نظرتها بيأس إلى ليلى وقالت _ مش عارفة أقولك إيه....يستحسن ما تفكريش كتير في الموضوع ده وسبيها على الله...تعالي نقوم نخلص شغلنا قبل ما بنت صاحب المحل تيجي وأنت عرفاها...أنسانة لا تطاق ... أنتهى دوام العمل لهذا اليوم..وعادت ليلى لمنزلها ...لتجد جارتها السيدة أم سلمى تركض من منزلها ويبدو عليها الخۏف..أوقفتها ليلى بقلق وسألتها فأجابت السيدة پبكاء _ سلمى أغمى عليها يا ليلى ...هروح اجيبلها دكتور يشوفها .. ذهبت السيدة في عجالة بينما ركضت ليلى لبيت سلمى مباشرة....كانت سلمى صديقة الطفولة لها ولشقيقتها المتوفاة أيضا...لذلك ازدادت عرى الصداقة بالأخص عقب ۏفاة شقيقة ليلى الكبرى ... صافية دلفت من باب الشقة المتروك على مصراعيه وتوجهت لغرفة سلمى فوجدتها تجلس على فراشها وتبك بكاء شديد! قالت ليلى بغيظ _ خضتيني عليكي ... رمقتها سلمى سريعا ومسحت عينيها ثم اجابت بصوت متهدج _ كنت مضايقة شوية ...معرفش وقعت من طولي كده أزاي !! جلست ليلى بجانبها وقالت _ طب فضفضي...احكيلي اللي مزعلك... ردت سلمى باختصار _ مافيش ..عادي يعني ... هتفت ليلى لتحسها على الاعتراف _ يابنتي قوليلي اللي مضايقك يمكن اساعدك !! ضيقت سلمى عينيها لدقيقة في هدوء ثم نظرت بمكر ل ليلى وقالت _ فعلا أنت تقدري تساعديني.... وبدأت تؤلف قصة من نسج خيالها فنهضت ليلى بغيظ وقالت _ يعني إيه يطردك من المحاضرة! هو أنت شغالة عنده ! ده عايز يتهزأ ! قالت سلمى پبكاء مصطنع _ يمكن لو عرف أني تعبت مثلا يبطل يطردني...روحيله وقوليله أني اغمى عليا بسببه وشوفي هيعمل ايه..ده يمكن يجيلي هنا كمان .... ابتسمت نظرة سلمى بسذاجتها فقالت ليلى برفض _ اروحله ! أنا لو روحتله هبهدله مش هسكت ... توسلت سلمى حتى وافقت ليلى على مضض وهي تعرف أنها لن تكتفتي بإخباره فقط بل وسترد له أهانه صديقتها.... وفي اليوم التالي ..تركت عملها وذهبت حتى مبنى الجامعة...وقفت تنظر لبوابة الدخول وتردد بخفوت _ طب أنا معرفهوش ولا أعرف حتى شكله إيه اللي موقفني كده ! شاهدت تجمع من الفتيات يتحدثون أمام المبنى بينما فتاة أخرى وحيدة تقف بعيدا وكأنها تنتظر شيء...قالت ليلى لنفسها _ هروح أسألها... توجهت ناحية الفتاة وطرحت السؤال عليها فأشارت الفتاة في الحال خلف ليلى ...استدارت الأخرى لتجد رجل ثلاثيني للتو ترجل من سيارته ويحمل حقيبة أوراق في يده تزاحمت عليه أنظار الفتيات فجأة وبإعجاب شديد.... يسير في طريقه بثقة ونظرة عينيه للأمام باتزان وكأنه ينظر لنقطة لا يحول عينيه عنها...بينما لم يلتفت لما حوله بما فيهم هي... شردت قليلا ...حتى تفاجئت أنه أختفى داخل المبنى فزمت شفتيها في غيظ من نفسها ومنه ! راقبت حرس البوابة حتى استطاعت التسلل وسط أحد المجموعات دون أن ينتبه لها الحرس واستطاعت الحرم الجامعي..... رتب وجيه أوراقه وبعض الأشياء بمكتبه ثم خرج متوجها لأحد القاعات الدراسية ليبدأ أولى محاضراته لهذا اليوم.... قبل أن يدخل وجيه إلى القاعة الكبيرة المليئة بالطلاب بكلية الطب.... تسللت فتاة من جانبه ودخلت قبله ثم استدارت وقالت له بنظرة عدائية _ هدخل أنا الأول ! ... ضيق عينيه بحدة وكاد أن يجيب بعصبية لتصرفها الغير لائق حتى ابتعدت ليلي بخطوات واثقة ! جلست ودفعت حقيبتها على طاولة المقعد الدراسي مما احدث صوت ازعج من حولها.... جلست ليلي وهي تنظر له بعداء غير مفهوم! تحكم بأعصابه ثم بدأ المحاضرة وبعد عدة دقائق من الشرح نظر إليها بصمت لدقيقة ثم قال _ أنت ....قومي أوقفي وقولي كنت بقول إيه... تظاهرت ليلى بالثبات وعدم الاكتراث بينما ارتجفت بداخلها من الخۏف كيف تردد ما قاله وهي لم تنتبه ولو لحرف واحد! وما أتت لهنا إلا لشيء واحد.....ويبدو إنها كانت في شدة غبائها عندما فكرت في أهانته ورد ما فعله بينما كان من المفترض أن تخبره فقط ما حدث لسلمى...غبية ! وقفت وهي تبتلع ريقها في توتر ثم أجابت ببساطة _ وقفت ... أغضبه تجاهلها لبقية سؤاله فكرر _ قولي كنت بقول إيه بالتفصيل ... أجفلت ليلى عينيها بارتباك حتى قالت لنفسها أتت الفرصة إليها لترد له الصاع ....قالت بثبات _ مخدتش بالي....قول أنت اللي أنت قولته تاني كده هتف وجيه بعصبية _ تعالي وهاتي شنطتك معاكي .. حملت حقيبتها ثم هبطت الدرجات البسيطة للمدرج وتوجهت إليه بنظرة حادة فقال مطالبا _ الكارنيه شحب وجهها فقد بدأت تخاف حقا وتلعثمت وهي تجيب _ مش معايا ... رفع وجيه حاجبيه بدهشة ثم قال _ وأزاي ډخلتي! ضحكت عندما تذكرت محاولة تسللها من البوابة وقالت _ اتسحبت بصراحة ودخلت...هو أنت متعرفش! بدأت الطلاب في الضحك فنظر اليهم بحدة حتى ساد الصمت مرة أخرى وعاد إليها بعصبية متسائلا _ أعرف إيه! كتمت ضحكتها وهي تستعد للهروب _ أنا مش طالبة هنا أصلا .... تابعت وهي تكتم ضحكة أخرى كادت أن تفلت منها _ وجيت عشان ازعقلك وأمشي بصراحة وأردلك اللي عملته بس كفاية عليك كده.... ركضت من أمامه في شدة دهشته مما يحدث بينما صوت خطواتها الراكضة تردد بالمكان ...نظر والڠضب يملأ وجهه ثم خرج من المدرج.... بعد مرور دقائق كانت تقف بمكتبه بعدما منعها حرس البوابة أن تخرج وذلك عقب اتصال وجيه بأحدا منهم لأن يمنع فتاة تسللت دون انتباههم للداخل واعطاه مواصفاتها...فشدد الأمن حراسته حتى استطاعوا تحديد الفتاة ... بمكتبه بالجامعة ابتلعت ليلى ريقها پخوف شديد وما كانت تدرك أنها ستقع بذلك المأزق
واندفاعها الأهوج .... قالت له بقلق _ أنت زعلت ولا إيه ! جلس
 

انت في الصفحة 8 من 29 صفحات