الجمعة 22 نوفمبر 2024

روايه بقلم مني ابو اليزيد

انت في الصفحة 2 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


عملت حاجة لسيدتك هي شعنونة وشقية بس والله طيبة
شعر بانتصار لحديثها هز رأسه بالنفي و قال باعتراض
لا بس كنت عايز عنوان بيتها عشان أقنعها تشتغل
لوحت يدها في عدم رضا ناظرة للأسفل بأسف و قالت بتردد
بس هي بترفض عشان والدها تعبان بتحب تكون جنبه
حرك يده لكي يشرح لها ثم قال بهدوء
متقليش أديني عنوانها وخلاص
وصل محمد الشاذلي إلي أحد البنايات القديمة ترجل من السيارة رافع عينيه إلي البناية البيت متهالك إلي حد ما جدرانه ملونة زهت الأوان عينيه بأمل كبير لعل تلك الفتاة تبدد حال حفيده الذي أصح السواد يحوطه من كل اتجاه

أغلق الهاتف المحمول دون كلمة ارتسمت ابتسامة نصر على ثغره اقترب يحقق حلمه ففرشت السعادة داخل قلبه وحدث نفسه
أوعدك يا أصلان إن حياتك هتتغير وأنا هساعدك
عدل ملابسه مستعد للدخول عند اقترابه من الباب لمس جيب البنطلون من الخارج تأكد من وجود شيء ما ثم طرق الباب بقلق زاهي على ملامح وجهه فتح له الباب فتاة ترتدي إسدال صلاة يغطها شعرها لا يظهر منها سوي ملامحها الهادئة التي من يراها أشار بيده عليه بابتسامة قائلا
جوهرة
أومأت رأسها بالموافقة على حديثه بملامحي تعتلي الحيرة والأسئلة لذلك قالت متسائلة
اها أنا جوهرة مين
محمد الشاذلي جد أصيل الشاذلي
سلطت مقلتيها عليه بعد ما اخترقت أذنيه اسمهعيناها مليئة بشغف منتظراه أن يظهر باقي حديثه لم تجد أي رد سوء كلمات خذلتها كأنه لسعت من عقرب سعت عينيها بالصدمة
أنا عايز أشوف والدك
تراجعت للخلف لكي تفسح له المكان وهي لا تعلم بمختطته لتلقي النداء على والدها پخوف بارز في كيانها الداخلي والخارجي زاد تعجبها أكثر بعد ما طلب محمد الشاذلي أنه تتركه معه بمفردهما
دام حوار بينهما كان الدهشة الخۏف الاطمئنان مسيطرين في الحديث بالترتيب حين انتهي هب محمد واقفا من مكانه رمقه بنظرات اطمئنان لتفهمه ما يريد
نفخ سعد من العبوس والقلق ليبلغ بنته ما يريده أن تنفذه وقف أمامها مباشرة وقال بإصرار
هسيبك تشتغلي عند اللي اسمه أصيل بس هتباتي وأنا معاكي
جزت على أسنانها من الغيظملامح وجهها تملأها الڠضب
ثم هتفت
يعني إيه يا بابا أنت موافق ده أنت زعلتني من نفسي وقت ما قولتلك
ربت على كتفها بابتسامة ممشوقة على شفتيه وقال بسعادة
ده خير يا بنتي وهتعرفي في الوقت المناسب من غير أسئلة كتير
لم يكن أمامها غير الطاعة استعدت لتغزو عالم المظلم عالم ملئ باللون الأسود والغبار يحوطه من كل اتجاه لا أحد يستطيع أن ينزعه
..........
ارتطم طفل صغير بشاب كبير يبدو في بداية نهاية العقد الثالث من عمره طالعه الصغير بنظرات حزن لسبب سقوط بعض العملات المعدنية على الأرض كطفل صغير لا يعرف أن يخرج ما داخله سوي الصړاخ
يا مامااااااا
حدق حمزة عينيه عليه حين تراكمت بهما الاندهاش رفع حاجبيه لأعلى من التعجب ليس متزوج من قبل لكي يفهم تصرفات الأطفال فضل يعيش بقرب مجموعة من الأشخاص دون أن يسمح للأطفال بالاقتراب منه فقال متسائلا
إيه اللي حصل بس
وقفت الدنيا لديه حين رأي فتاة في منتصف العقد الثالث من عمرها تقترب من الطفل بهلع مسيطر على ملامح وجهها ظهر جانب أنثوي لا يفهمه الكثير وخاصة الرجال عاطفة الأمومة ظلت تسأل الطفل ما به بينما هو كان في دنيا أخرى لم ينتبه إلي جمالها الهادئ الرقيق وعينيها البريئتين شرد فيها بخياله بأنه يراها تبث حنان من نوع آخر يحتاجها لتبادله إحساس بالفقد الذي حرم منه لسنوات طوال عاد إلي الواقع الذي أصبح يسوده الألم عندما ألقت عليه كلمات كالخناجر الطاعنة حين تأكد أن الحنان لا يعطي إلا لأبنه فقط
أنت عملت إيه لأبني عشان يعيط
مط شفتيه للأمام بقلة حيلة يرد على سؤالها على مضض دون أن ينظر لعينيه السمراء منع نفسه كالعادة إلي استغراق في الأحلام ومحاولة تحقيقها
معملتش حاجة هو خبط فيا وهو بيجري مرة واحدة لقيته عيط
وضعت حنان يديها عند خصرها كتعبير منها على عدم اقتناعها بحديث يكسوه عدم المعرفة بشيء وهتفت بقوة شرسة كالقطة التي تصدر مواء حين يقترب من أولادها شخص ما
تصدق صدقت وكلامك مقنع بصراحة
عقد مرفقيه بثقة لكي يثبت لها أنه لم يفعل شيء خاطئ وجدها تريد تطلق للسانها العنان بحرية باغتها حين وضع كف يده أمام وجهها لكي تكف عن الحديث قال بسخط
بصي بقي أنا معملتش حاجة لأبنك أهو عندك اسأليه بعد لما أمشي يمكن يقولك عن أذنك
في لمح البصر أختفي من أمامها كالمارد جزت على أسنانها من الغيظ لفشلها في أخذ حق ابنها ومعرفة ما حدث أخرجت هواء عميق نابع من صدرها انحنت بجسدها للأسفل ربتت على ذراعي الطفل قائلة بحنان
أحكيلي يا يحيي إيه اللي حصل
أجاب عليه پبكاء
الفلوس وقعت مني
جففت عبراته المنسدلة على وجنتيه برفق ارتسمت ابتسامة على ثغره قائلة باطمئنان
ولا يهمك يا حبيبي هديك غيره
وقت كالتمثال عينيه ثبتت على نقطة ما حاولت تحدثه مرات كثيرة لكنه لا
يبالي اهتمام لها
 

انت في الصفحة 2 من 38 صفحات