روايه لهدير
و حدة و فكرة المغادرة و ترك كل شئ تسيطر عليه من جديد....
يرغب بترك هذا المكان و الذهاب لمكان يمكنه البدأ فيه من جديد لكنه لا يستطيع ترك عائلته هكذا خاصة والديه الذين تولوا تربيته و منحه اسمهما عندما كان طفل لقيط عاجز...
فقد ظل طوال طفولته معتقدا بان عابد و إنعام والديه كما كان كل الناس تعتقد ذلك لكن عند بلوغه سن الحاديه عشر اخبره والده في احدي نوبات غضبه المعتاده انهم ليس والديه...ثم عرف منه القصه باكملها بان والده الحقيقي اسمه مأمون كان صديقه المقرب و كان صديقه هذا وحيدا بهذه الحياة لا يوجد له عائلة فلم يكن له سوا عابد الذي كان يعده عائلته الوحيدة..بينما كانت والدته خادمة التي كانت ايضا بدون عائلة حيث كانت خرجت من دار الايتام حديثا عندما عملت بمنزل والده كخادمة و في يوم كان والده كعادته سكير حيث كان مدمن كحول قام والدته وبهذا اليوم حملت به والدته وعندما اخبرت مأمون عن نتيجة فعلته انكر فعلته و رفض الزواج بها طاردا اياها مما جعلها تلجأ الي
ثم ټوفيت والدته هي الاخري اثناء والدتها اياه فاخذه عابد الذي كان قد مر علي زواجه اكثر من 7 سنوات بدون اطفال
اخذه عابد و زوجته نعمات وغادروا بيتهم حتي لا يعلم احد بانه ليس طفله حيث ظلوا مسافرين باحدي دول الخليج لمدة 5 سنوات ليعودوا بعدها الي حييهم الذي به اقاربهم وجيرانهم الذين صدقوا ان راجح طفلهم بالفعل...
و من وقتها اصبح راجح امام الناس ابن عابد الراوي البكر...
لكن رغم هذا لم يشتكي راجح ابدا فهو سيظل مدين له طوال حياته بما فعله معه فلولا عطفه عليه لكان لقيط ملقي بالشوارع لا مأوي له...و سيظل هذا الدين برقبته مدي الحياه يدين به لوالديه... خاصة والدته نعمات التي كانت تعشقه حد الجنون مغدقه اياه دائما بحنانها...
ايه يا نور عين امك مجتش تتعشا ليه
تنحنح راجح محاولا تصفية صوته حتي لا تلاحظ الضيق
معلش ياما عندي شغل و هسهر في المكتب النهاردة....
قاطعته نعمات بحزم و حده
شغل...شغل ايه ما يتحرق الشغل
لتكمل بصوت يتخلله الحنان
صحتك يا ضنايا مش كده...انت من صبحية ربنا شغال هتشتغل كمان الساعتين بتوع بليل اللي بتريح فيهم...
لتكمل هامسة محاولة اغراءه و حثه علي القدوم
طيب عارف انا عاملالك ايه علي العشا..صنية البطاطس باللحمه اللي بتحبها و حمام محشي كمان...
والله ياما ما هينفع....
لكن قاطعته نعمات بصوت صارم
والله يا راجح ما هحط حاجه في بوقي الا لما تيجي وانت حر بقي خلي
سكري يعلي عليا و اتعب انت ع.....
قاطعها راجح علي الفور و قد ادفأ قلبه حنانها هذا
خلاص ياما..خلاص انا طالع اهو هقفل المكان بس مع العمال و طالع..
غمغمت نعمات بحماس
ماشي يا نور عيني....و انا هقوم اجهز العشا تكون خلصت....
اغلق راجح مع والدته ثم نهض يجمع الاوراق ليأخذها معه المنزل ويسهر عليها هناك...
مر بعض الوقت...
فبعد غلقه الهاتف مع ولادته فما ان قرر الذهاب جاءه اتصال هام خاص بالعمل جعله يعاود فتح بعض الاوراق ومناقشتها مع الطرف الاخر...
رفع رأسه عن الاوراق التي امامه عندما سمع الصوت الصاخب لشقيقته الصغري هاجر
جري ايه...يا راجح كل ده شغل ماما قاعده مستنياك...
اخفض راجح سماعة الهاتف يتطلع اليها بصدمو قائلا پحده
ايه اللي جابك في الوقت المتأخر ده و ابويا ازاي سمحلك تنزلي لوحدك.....
قاطعته