الأحد 24 نوفمبر 2024

يحكى أن شيخ من مشايخ القبائل كان له أربعه

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قصة وحكمة من التراث العربي
يحكى أن شيخا من مشايخ القبائل كان له أربعة أبناء فلما أحس بدنو أجله أمر أحد خدمه بإحضار أربعة صناديق 
ذات أقفال فقام الشيخ خفية بدون علم أحد ووضع بداخلها أشياء ثم كتب على كل منها اسم واحد من أبنائه. 
و بعد ذلك جمعهم وقال
يا أبنائي إن الدنيا فانية زائلة وإنني قد قسمت بينكم قسمة عادلة و قسمتي موجودة في هذا الصندوق فلتفتحوه إذا أتي على المۏت وليرض كل منكم بما قسمت له وإن اختلفتم فيما بينكم فارجعوا إلى الحاكم الفلاني 

وسمى لهم رجلا مشهورا بالحكمة من قضاة العرف 
وأسأل الله لكم الهداية و السداد
و بعد أيام ټوفي الشيخ فاجتمع الأبناء الأربعة وقال كبيرهم  
هيا بنا نفتح الصناديق المغلقة وليرض كل منا بقسمه
فلما اجتمعوا وفتحوها 
وجد أكبرهم في الصندوق السيف و خاتم الرئاسة و الراية 
ووجد أخوه الثاني الرمل والحجارة
ووجد أخوه الثالثالعظام
ووجد الرابعالذهب و الفضة
عند ذلك اختلفوا فيما بينهملأنهم طمعوا في نصيب أصغرهم فتذكروا وصية أبيهم بالرجوع إلى الحاكم المشار إليه فقالوا لابد أن نتحاكم إلى القاضي الذي ذكر والدناو كان بعيدا عنهم فأعدوا العدة للسفرإليه.
وخرجوا من قريتهم فلما قطعوا ربع المسافة فإذا بثعبان صغير معترض أمامهم فأهوى إليه أصغرهم ليضربه فأخطأه ففتح فاه حتى كاد يسد الطريق من شدة ثورته ثم إنهم حاولوا الهرب حتى نجو.
فلما مضى الربع الثاني وجدوا جملا في أرض جرداء قاحلة وكان الجمل سمينا لا يظهر عليه جدب أرضهثم مشوا قليلا فوجدوا جملا آخر هزيلا في روضة خضراء يانعة فأنكروا حالة.
فلما بقي من المسافة القليل وجدوا طائرا يطير حول سدرتين كلما وقع على إحداهما اخضرت ويبست الأخرى فإذا وقع على اليابسة اخضرت و يبست الأخرى.
فأدهشهم هذا الأمر فذهبوا وهم في حيرة من أمرهم حتى وصلوا القرية التي فيها القاضي فسألوا عن منزله
فلما طرقوا الباب فتحه لهم شيخ كبير ضعيف البصر فسألوه عن القاضي هل هو موجود فقال نعم وهو أخي الأكبر وهو في تلك الدار و أشار إلى دار مجاورة . 
فذهبوا إليه و هم في دهشة كيف سيقضي بيننا وهو شيخ هرم فانفإنه لا يستطيع القضاء بيننا إذا كان هذا أخوه فكيف هو . 
فلما طرقوا الباب فإذا امرأة حيية فسألوها عن القاضي فقالت نعم ادخلوا إلى المجلس حتى يأتيكم فدخلوا عنده وعند انتهاء القهوة دخل عليهم فسلم فكان رجلا نشيطا قليل الشيب مكتمل القوة فلما أكرمهم .
قال كبيرهم 
أيها الشيخ جئناك لمسألة واحدة لكنها في طريقنا إليك صارت خمس مسائل فقد وجدنا أربع مسائل أدهشتنا و حيرتنا. 
فقال هاتوا المسائل الأربع التي اعترضتكم في طريقكم ثم اعرضوا علي مسألتكم التي جئتم من أجلهاعسى الله أن يوفقني و إياكم لحلها.
قال كبيرهم أما المسألة الأولى عندما سرنا إليك
وجدنا ثعبانا صغيرا فلما هاجمه أحدنا فتح فاه فكاد يسد الطريق علينا لولا أننا تسللنا منه لواذا لما استطعنا هربا منه 

انت في الصفحة 1 من صفحتين