العقد الفريد
ما هي إلا برهة من الزمن حتى صار كل من بالمجلس عراه كما ولدتهم أمهاتهم من وزراء ومستشارين وعلية الفرس ، وصاروا يتجادلون في من له الحق في العقد الثمين ، وكل منهم يقول انا من نزعت ثيابي وتعريت أولاً...!!
خلص الجدال ، وتحاكموا فيما بينهم على شخص لينال العقد الثمين ، وأعطاه "كسرى" ذلك العقد.
بعد فترة من الزمن ليست بالطويلة قال "كسرى" لوزيره : «سمعت عن حداد عربياً في المدينه ، أتوني به».
جاء الحداد العربي ، وهو متوجس يتملكه القلق ، ولما دخل على "كسرى" وكان مجلسه ممتلئا كالعاده ، قال له "كسرى" : «لا تخف وإنما جلبتك لأمر ينفعك».
لكن "كسرى" إلتفت للحداد العربي ، وقال : «هذا العقد ثمنه عشرون ألف دينار هو لك ، لكن بشرط أن تنزع عنك ثيابك كما ولدتك أمك».
فرد العربي وقال : «والله لو أعطيتني فارس كلها وجعلتني ملكاً عليها على أن أنزع عمامتي ما نزعتها».
إستغرب كل من في المجلس من رد الحداد العـربـی ، والتفـت "كسـرى" الـى وزرائه ونظر اليـهم نظـرة إحـتقـار وازدراء ، وقال لهم :
«نحن الفرس نملك الملك والشجاعة ، لكن ينقصنا الشرف الذي أردت مصاهرة العرب من أجله».
المرجع :
- العقد الفريد.