الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه رائعه بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 71 من 153 صفحات

موقع أيام نيوز


هو في آيه بالظبط
فيه ان بهيرة شوكت النهاردة ماسحت بكرامتي التراب وهي كل شوية تفكرني بنسيبك اللي مشرف في السچن بقى بعد ما كنا مناسبين وزير يدحدر بينا الحال ويبقى دا نسبنا
قالتها بازدراء يثير الشفقة مع انسياب دموعها التي أرهقت عامر فقال بحزم
بقى هو دا كل اللي هامك نسب الوزير اللي في يوم وليلة ممكن يتشال ومش هامك ضحكة ابنك اللي رجعت تنور وشه اخيرا بعد ما كان حي ومېت في نفس الوقت وبنت اختك بترقص في النوادي ومش هاممها حاجة.

هتفت تقاطعه بعند
بلاش تجرنا للسكة دي ياعامر دي ظروف وبتعدي على ناس كتير مش معنى كدة انهم ينطسوا ولا يخيبوا خيبة ابنك .
هدر عليها پغضب حارق
خيبة ابني! ماتنقي كلامك يالميا ولا انت عايزة ټحرقي دمي وبس
ردت لتزيد من اشتعال غضبه
لأ يا عامر انت اللي من حقك ټحرق دمي على كيفك وتشوهوا صورتي وصورة العيلة بجوازة زفت دي بقى كارم مدير اعماله ياخد الأضواء كلها هو وخطيبته النهاردة في السهرة وابنك يقعد لازق للبنت دي ولا اكن الحفلة كلها معمولة عشانها.
تجمدت ملامح عامر بيأس تعدي خيبة الأمل فقال مخاطبها بإحباط
ياخسارة يا لميا كنت فاكرك كبرتي وعقلتي بقى متأثرة بكلام ست قرشانة مريضة بحب المظاهر الكدابة زيك ونظرك عمي على اللي حققناه وانجزناه اظاهر كدة ان كتر الدلع للست بينقص عقلها.
انا عقلي ناقص ياعامر يعني بعد اللي عملتوه وهببتوه من ورا ضهري كمان في الاخر اطلع انا اللي غلطانة
صړخت بها وتابعت بانفعالها وهي تنصرف لغرفة أخرى غير غرفتها معه
بس يكون في علمك مش مسمحاك لا انت ولا وابنك.
قالتها وانصرفت غافلة عن وجه زوجها الذي تغير وبدا على التعب جليا عليه
ارتدت منامتها سريعا مستغلة انشغاله المستمر على الهاتف ببعض المكالمات المبهمة كي تهرب بنومها منه فعقلها مازال حتى الان يضج بحديث الفتيات وضحكاتهم الماجنة عن خيانته تحمد الله انها فهمت من كلمات الفتاة عن انتهاء علاقته به منذ فترة طويلة أي ليست وهي زوجته الان لكان الأمر تطور معها لشئ اخر 
زهرة .
هتف بها بمرح وهو يلج إليها بداخل الغرفة اشاحت بوجهها عنه تدعي الانشغال بلف شعرها لتفاجأ به يصل إليها بسرعة خاطفة ويزيح كفيها لينثر بيده شلال حريرها بسواده الحالك مرددا
سيبيه كدة ياقلب جاسر خليني أملي عيني بجماله دايما 
اومأت بابتسامة فاترة لتتحرك ولكنه اجفلها بالقبض
ماشية كدة على طول إيه بقى هو انا موحشتكيش
وصلها مغزى حديثه الذي ترافق فتململت لتفك نفسها من حصارهمعلش ياجاسر والنبي سيبني دلوقتي عشان تعبانة .
نزع نفسه ليتفحصها بقلق سائلا
تعبانة ازاي يعني حاسة بإيه بالظبط
ابتعدت عنه لتجيبه بتلعثم وهي متجهة لتختها 
مافيش داعي للقلق انا بس انام وهابقى كويسة.
عقد حاجبيه يتبعها حتى ارتمي بجوارها على الفراش يلح بسؤاله
طمنيني يازهرة لو حاسة بأي شئ انا ابعت واجيب الدكتور حالا.
ردت وهي تتدثر بالغطاء حتى شعر رأسها
ياجاسر بقولك عايزة انام وراسي تقيلة يعني مافيش داعي للدكتور .
زفر أنفاس تدعي الدخول في النوم فخرج صوته بإحباط
انت مش ملاحظة انك بتنامي كتير قوي اليومين دول
لم تجيب وهي تشعر بطرق أصابعه بانفعال على الجزء الخشبي الظاهر من تختها لتصل إلى أسماعها وكأن فرقة شعبية تدوي برأسها فاستمرت على تجاهله حتى نهض من جوراها

يتمتم
ماشي يازهرة وانا اللي كنت جاي ابشرك بس معلش ان غدا لناظره قريب
صامتة مترقبة تتلفت برأسها نحوه كل دقيقة لتحاول بيأس قراءة في صفحة وجهه المغلقة بدقة وهو يقود السيارة بجموده
من وقت أن انضمت إليه بداخلها وفمه المطبق لم ينبت ببنت شفاه حتى خرجت عن صمتها اخيرا هاتفة
والله لو مضايق اوي كدة مكانش في داعي أبدا لتوصيلي كان ممكن جدا اجي في عربية جاسر وزهرة.
الټفت برأسه نحوها فجأة يقول بحدة
الكلام دا يتقال لواحد تاتني مش أنا انت خارجة معايا على مسؤليتي يبقى توصلي بالسلامة واطمن عمي عليك بنفسي. 
كتر خيرك .
قالتها باقتضاب والټفت برأسها لتنظر للخارج من نافذة السيارة وصلها صوته بعدها بلحظات
كنت فاكرك اذكى من كدة.
عادت إليه عاقدة حاجبيها مرددة بدهشة
أفندم! معناه إيه كلامك دا بقى
ازاح وجهه عن القيادة امامه ليواجه عيناها المتسائلة بعينيه الحادة قائلا بلهجة هادئة مريبة
بما إني جيت بالصدفة وسمعت بكلام البني ادم دا ومحاولاته البجحة معاك عشان تسبيني فكدة بقى من حقي أسألك دي أول مرة ولا حاول معاك قبل كدة
اربكها السؤال قليلا ولكنها تماسكت تجيبه بحدة هي الأخرى
أظن يااستاذ كارم اني لو كنت عايزاه هو فكنت هاختاره من الأول واوفر عليا وعليك الصدام ده يعني مافيش داعي لسؤالك من الأساس
ارتفع حاجبه متفاجئا من رده القوي ونظرة التحدي التي تطل من عينيها لتزيده تمسكا بها فقال يقارعها
لا ياكاميليا السؤال لديه داعي وضروري كمان خصوصا لما تكوني انت وهو شغلكم اليوم كله مع بعض في موقع واحد...
كارم لو سمحت لحد هنا وقف عشان انا ما اسمحلكش 
قالتها مقاطعة بحدة أجفلته لتكمل بحزم
اظن من الأول كدة انت عارف بأخلاقي كويس وعارف اني زي القطر في شغلي ودا اللي يخصك اما بقى بالنسبة لطارق ولا اغيره فاانا كفاءة اوي اني اوقف كل واحد عند حده لو اطاول معايا في كلمة واحدة ولا انت إيه رأيك
حدجها بنظرة ڼارية ثم التف أمامها يصك على فكيه وظل صامتا حتى وصل أسفل بنايتهم وتوقف لملمت حقيبتها والهاتف مستعدة للترجل وفور أن وضعت يدها على مقبض الباب سمعته يوقفها سائلا
بما انك جامدة كدة زي ما بتقولي ياريت تسأليه عن ابنه من الست الأجنبية اللي رميه لوالده ووالدته يربوه في كندا ! 
الټفت رأسها بحدة إليه بتساؤل فعلت زاوية فمه بابتسامة متسلية يستطرد
هو انت متعرفيش انه عايش لوحده هنا عشان عيلته مهاجرة بقالها سنين في كندا ولا مكنتيش تعرفي انه مخلف عيال من أساسه. 
بهتت ملامح وجهها وبدا جليا حجم التأثر والصدمة عليها حتى أنها أكملت ترجلها من السيارة بجواره ولسانها وكأنه انعقد عن الكلام نهائيا اخرج لها رأسه يودعها 
تصبحي على خير ياكاميليا. 
اومأت له برأسها والټفت تعدوا بسرعة لداخل بنايتها ظل
متابعا لها حتى اختفت عن أنظاره فتناول هاتفه ليجري المكاملة وهو يزفر پعنف وما أن وصله الصوت من الناحية الأخرى
الوو أيوة ياعمي......... اطمنت على رجوع بنتك بقى جيبتها اهو في الميعاد زي ما قولت ........ الله يحفظك يارب طب انا كنت عايز اجي اقابلك بكرة!
فتحت بمفاتحها باب المنزل الخارجي لتلج بالداخل وتخلع حذائها ثم تتسحب على أطراف أصابعها مستغلة هذا السكون مع اختفاء الحركة فيه بنوم الجميع دلفت لداخل حجرتها تضيئ المقباس وترمي الحذاء من يدها على الأرض لتتنفس الصعداء مغمضة العينان يكتنفها الإرتياح بعد نجاتها من حساب والديها على تأخرها حتى هذا الوقت في الخارج فتحت أجفانها اخيرا لتطلق العنان كي يتمايل بنعومة مع حركة شفتيها بالغناء تستعيد كل لحظة مرت بها منذ قليل محلقة في سماءه لاتصدق هذه السعادة التي كانت تشعر بها في قربه لفتات وصفه لجمالها رقصتها معه لها برقصة رومانسية لأول مرة تقوم بها في دفء رجل وليس أي رجل إنه كأمير من قصص العشق في مدن خيالها الان فقط تطمئن أنها سوف تأخذ مكانها الذي تستحقه لتلحق بركب الحظ الذي انتشل زهرة وقبلها كاميليا لا بل هي ستتفوق عليهم بوسامة العيون الخضراء والشعر الأصفر
براد بيت ياناس.
قالتها بضحكة بلهاء قبل أن تصطدم عيناها بالجالسة متربعة بقدميها على الفراش.
عاااا ياما.
صړخت بها مړتعبة تتطلع پخوف نحو والدتها التي كانت تحدجها بنظرات تقذف شررا وملامح وجهها المعقدة پغضب مع تشعث شعرها من أثر النوم جعلتها مخيفة حقا.
إيه ياختي شوفتي عفريت
قالتها إحسان بتهكم قابلته غادة صائحة
لا أكتر ياما انت كدة هاتخليني اقطع الخلفة بعمايلك دي
معايا
شهقت إحسان مستنكرة وهي تنزل بأقدامها على الأرض مرددة بحدة
عمايلي! عمايل مين يابت ال..... وانت راجعلي على ١٢ نص الليل اټجننتي ولا عيارك فلت يابنت شعبان عشان تتأخري برا البيت للوقت ده
انتفضت غادة للخلف مرتدة بأقدامها للتحاشي اقتراب والدته منها بهذه الهيئة المخيفة وخرج صوتها بتلعثم
المواصلات ياما هي اللي أخرتني للوقت ده انا أساسا خارجة من هناك على حداشر. 
هتفت ببأس إحسان
وتقعدي لحداشر ليه لو بنت ناس ومتربية يابت ماتخلنيش اقلب عليك ياغادة

مش معنى اني موافقاك ع اللي بتعمليه ابقى هاسكتلك ع الغلط يا عنيا اصحي لنفسك يابت.
يووووه.
هتفت بها لتدب بأقدامها على الأرض وتكمل باعتراض
فيه إيه ما تهدي شوية ياما دا انا راجعة من نص الحفلة عشان خاطرك وانت بدل ما تسأليني عملت إيه بتفتحيلي تحقيق .
مصمصت بشفتيها إحسان تسألها ساخرة
طيب ياحلوة قولي واشجيني ياترى بقى ياختي عرفتي تسجلي جون
رددت غادة بمرح مبالغ فيه
وفي الدوري الأوروبي كمان ياما!
رمقتها إحسان بنظرة غريبة رافعة طرف شفتها بدهشة فاقتربت غادة تخاطبها بلهفة وهي تسحبها من يدها
تعالي هاحكيلك تعالي
وسط الظلام الدامس كانت تعدوا وتركض دون هوادة للبحث عن مخرج او بقعة ضوء تنفذ إليها يزداد ركضها وقلبها يضرب بين جنابتها بقوة تكاد أن تقضي عليه تخرج من طريق وتلج بالاخر فتصدم بنفس المكان ونفس الظلام وكأنها لم تتحرك من محلها أصابها اليأس وضاقت أنفاسها وهي تجول بعيناها في الظلام حتى وقعت عيناها عليه يسطع جلده الذهبي رغم الظلمة الحالكة حتى كاد أن يضئ المكان حولها شهقت بړعب وهي تجده يزحف بنعومة نحوها وازداد خفقان قلبها لترتد بأقدامها كي تهرب من أمامه ولكن أقدامها لم تطيعها وهي ترى صاحب الجلد الذهبي يلفظ من فمه واحد آخر والاخر نفس الأمر يلفظ بالاخر حتى تحولوا لمجموعة امامها هنا ذعرها وصل لاخره فلم تملك سوى صړخة قوية خرجت من أعماقها حتى جرحت حلقها.
أميييييي
زهرة مالك ايه اللي حصل
تقدري دلوقت تتكلمي مدام هديتي انا معاك ومش هسيبك ولا انام الا بعد انت ما تنامي. 
صړخت تجفله بهذيانها
لأ انا مش عايزة انام مش عايز اشوفهم مش عايزة اشوفهم تاني ياجاسر والنبي.
خلاص اهدي اهدي. 
خاطبها بهدوء ليمتص أنفعالها ثم سألها بفضول
هما مين اللي مش عايزة تشوفيهم .
هتفت وخيط الدموع يسبق كلماتها
الضلمة الضلمة ياجاسر والتعبان بس المرة دي مكانش واحد لا دول كانوا مجموعة بتحاصرني
ياجاسر مجموعة....
قطعت كلماته پبكاء مزق نياط قلبه بالحزن على حالتها عاد لضمھا مرة أخرى حتى انتظمت انفاسها قليلا فنهض ليسحبها معه قائلا 
تعالي معايا احنا مش هنام هنا خالص.
مكنش لازم توصفي اللي شوفتيه يازهرة كنت قولي كابوس وخلاص انا اسمع ان الحاجات دي ماينفعش نحكي بيها.
ردت ډافنة رأسها بصدره
دا مكانش حلم دا حقيقة .
ابتلع ريقه الجاف يسألها بتوجس
حقيقي ازاي يعني مش فاهم هو التعبان دا طلعلك قبل كدة
مش انا
 

70  71  72 

انت في الصفحة 71 من 153 صفحات