الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه رائعه بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 58 من 153 صفحات

موقع أيام نيوز


أرض دا كفاية سيرة ابوها اللي مشرف في السچن
هنا وضحت الصورة كاملة وتأكدت مما ظنته في البداية تخمين تسحبت بخطواتها مطرقة رأسها بخزي متجهة نحو الدرج لتصعده على أقدامها بديلا للمصعد تريد الإختباء تريد العودة لمنزلها الامن مع جدتها وخالها تريد الأختفاء عن أعين الجميع وعن سماع مايؤذيها منهم تريد أن تتلاشى نهائيا.

ولج لداخل القصر المهيب بعد اختراقه لصف الحرس الأشداء والمنتشرين بكثافة خارجا ليتقدم بصحبة مدير مكتب الرجل والذي قابله بابتسامة دبلوماسية بطبيعة عمله تلقفته ميريهان من وسط القصر وهي تهتف بعدم مراعاة لمكانته أو حتى لمظهرها ومظهره أمام العاملين بالقصر
أهلا أهلا بالعريس نورت ياباشا ماجيبتش ليه العروسة نتعرف بيها ولا نتعرف بيها ليه ما احنا عرفناها خلاص ومصر كلها عرفتها وعرفة نسب الباشا اللي يشرف. 
تنحنح الرجل بحرج معتذرا ليتركهم فتقدم جاسر ليجلس على
أقرب مقعد وجده أمامه يتطلع إليها ببرود وهي تصرخ حانقة منه
ماترد ياجاسر باشا ولا القطة كلت لسانك ولا مش لاقي رد بعد ما سمعتك بقت ترند في العالم كله
مال بجلسته إليها مستمرا في بروده صامتا عن الرد عليها لدرجة كادت أن تصيبها بالشلل من فرط غيظها حتى قاطع صړختها والدها الذي خرج من غرفة مكتبه ليهدر مستنكرا
كفاية ياميري وارجعي على أؤضتك .
خرج جاسر عن صمته ليرد على الرجل
وكفاية ليه يا سيادة الوزير ماتسيبها تخرج طاقة الكبت والقهر اللي جواها بدل ماتطق ولا يحصلها حاجة 
عادت للصړاخ موجهه الخطاب لوالدها
شايف ياوالدي بجاحته وقلة أدبه.
نهض جاسر احتراما للرجل الذي اقترب منه ليشاركه الجلسة
واخد بالك ياسيادة الوزير انا للان ملتزم بسياسة ضبط النفس ومش عايز أرد عليها احتراما لسيادتكم.
فغرت فاهاها واشتعلت عيناها ذات العدسات الزيتونية فكان الرد من الرجل الذي قال مباشرة بدون مواربة
سؤال وعايز اعرف إجابته حالا ياجاسر هي البنت دي حقيقي تبقى مراتك ولا الموضوع حصل فيه لبس والصور دي كمان بتاعتك ولا لأ
صمت قليلا جاسر وعيناه تتنقل بين الرجل وابنته ثم أجابهم بكل ثقة
دا حقيقي فعلا زهرة تبقى مراتي على سنة الله ورسوله والصور التي اتأخدت من غير علمي ولا رضايا هي كمان تبقى صورنا.
وقع الخبر عليهم واعترافه المتبجح لهم كان كالصاعقة التي أتت فجأة لتزلزل كيانهم همت ميري بالاعتراض صاړخة كعادتها ولكن توقفت فجأة بأشارة من والدها الذي تولى دفة الحديث أمام جاسر مشددا على أحرف الكلمات
إنت واعي للي انت بتقوله دا ولا داري بعواقب اعترافك ليا أنا بالذات بأنك اتجوزت على بنتي واحدة سكرتيرة لاتسوى وكمان بنت تاجر 
أولا حضرتك أنا مسمحلكش تعيب في مراتي ثانيا بقى أنا بأكدلك إني واعي لكل كلمة قولتها.
قالها جاسر برباطة جأش يحسد عليها وكان رد فهمي بكل هدوء
حلو أوي
ياجاسر فتحة الصدر دي ارجوا شجاعتك بقى تنفعك لما اخرب بيتك وامسح الأسم اللي بناه والدك من سنين بعد فضيحتك ما ملت الدنيا.
صمت قليلا الرجل قبل أن يستطرد
ياأما ترجع لعقلك دلوقت حالا وتكدب الخبر بعد ما تطلق البنت دي ونبدل الموضوع برجوعك لميري بكام صورة حلوين وكأن شيئا لم يكن دا لو انت عايز تنقذ المجموعة.
التمعت عيناها ميري بتشفى واضح أما جاسر فتلقى الكلمات بابتسامة جانبية ساخرة ليرد
سيادتك أخدت بالك دلوقتي من الفضايح وبنتك اللي مقضاياها سهر وشرب وحاجات تانية..... دا مأثرش معاك طيب أجيبلك انا من الاخر عشان تبقى على نور مراتي مش هاطلقها وان كان على المجموعة فاانا كفيل لإنقاذها أما بقى بخصوص حصتك فانت تقدر تسحبها

وبكل سرور مني لكن.
لوح بسبابته يتابع
لكن انك تحاول تلعب معايا وټضرب من تحت الحزام فانا سيادتك كمان هارد بفايل كبير لصور بنت الحسب والنسب بنتك وهي بتشرب وبترقص وبتدخل شقة صاحبها العازب في عمارة في قلب مصر الجديدة. 
قال الاخيرة بمغزى لميري التي هبت منتفضة تعترض
وافرض بروح لصديقي شقته انت إيه دخلك ماانت هاجرني بقالك اكتر من سنة
لم يتمالك نفسه وضحك بدون صوت أما فهمي فقد هدر على ابنته يسكتها غاضبا
اخرسي ياميري
تابع جاسر
شوف حضرتك انا بقيت ترند زي ما انت شايف يعني حكاية تانية على حكايتي مش هاتفرق لكن سيادتك هتقدر تتحمل ولا الوزارة نفسها هاتتحمل على سمعتك
خبط فهمي بكف يده على ذراع المقعد پعنف لينهي الجلسة مع جاسر الذي أفقده اتزانه قائلا بحسم
ميعادنا في اجتماع الجمعية العمومية للمجموعة وانتهى.
تمام سيادتك.
تمتم بها ناهضا ليغادر وما أن استدار خطوتين حتى التف لميريهان قائلا بأسف
معلش ياميري هاعفيك من الحرج انا واقولهالك بنفسي انت طالق .
قالها والتف يكمل طريقه غير عابئا بصړاخها من خلفه ولا پغضب فهمي وتوعده بالرد
بضحكات متشفية سعيدة
كانت تقرأ في كلمات المنشور وتنظر للصور بتمعن وهي تخاطب محدثها في الهاتف 
حلو اوي يافاضل الشغل ده بصراحة فاجأتني.
اتاها صوت الاخر بتفاخر
عشان تعرفي بس إني صحفي مش هين الخبر بقى ترند في ظرف نص ساعة وكل الصفحات والمواقع بقت تنقل من صحيفة العبدلله صاحبك اسهمه بقت تعلى يا فيفي .
صدرت منها ضحكة ذات صوت عالي قبل أن ترد
ياللا ياسيدي عد الجمايل المهم بقى اني بجد سعيدة ماكنتش اتخيل إن الزخم ده كله يحصل من نشر كام صورة صغيرين في المطعم المشهور ده قال وانا اللي فكرت ان المشهد دا يحصل في الشركة لما الأنساسير يعطل ولا يقع بيها.
هتف الرجل من محله 
ېخرب عقلك هو انت بجد فكرتي في كدة لا دا انت بقيتي شريرة أوي يافيفي .
رددت خلفه بتأكيد
أوي أوي يافاضل انت لسة أساسا معرفتش امكانياتي ياحبيبي .
الحيوانات الأغبية هي حصلت يشنعوا على أبني. 
هتفت بها لمياء وهي جالسة بجوار زوجها في المشفى وهي تتفقد بعض المواقع المصرية على هاتفها أجفلت عامر ليسألها بدهشة
مين هما الحيوانات يا لميا ومالهم ومال ابنك
اقتربت تناوله الهاتف ليرى ماتقصده وتابعت هي غاضبة
هي حصلت يا عامر يطلعوا إشاعات على أبني أنا هما مش عارفين جاسر الريان يبقى مين ولا وضعه إيه في البلد ولا مراته تبقى بنت مين
عقد حاجبيه عامر بشدة واطبق شفتيه ينظر في الهاتف بصمت واستطردت هي
انت لازم تتصرف ياعامر وتعمل اتصالاتك تشوف إيه الحكاية دي ومين البنت دي كمان اللي زقينها عليه انا متأكدة ان الصور اكيد تركيب ماتنطق ياعامر هو انت ساكت ليه وسايبني اتفلق مع نفسي مش واخد بالك ولا مش مركز في اللي بقوله ولا إيه
الټفت رأسه يتطلع إليها لعدة لحظات تترقب هي فيها رد فعله ثم مالبث ان يفاجأها لينهض من جوارها قائلا باقتضاب
انا هاروح اخلص ورق المستشفى واحجز تذكرتين عشان نسافر احنا نازلين مصر حاليا.
نهضت هي الأخرى لتتبعه سائلة بدهشة
ونسافر ليه ونقطع رحلة العلاج وانت ممكن باتصال واحد تحل كل حاجة هو فيه إيه بالظبط ياعامر
عاد الى مقر شركته بصحبة كارم الذي كان يصف له شفهيا وضع المجموعة وأسهمها التي هبطت بشدة في البورصة وماترتب على ذلك من وقف لبعض الصفقات نتيجة لحالة عدم الاستقرار مع اقتراح بعض الحلول السريعة والتي سيتم دراستها الان
في مكتب الرئيس والذي فتحه جاسر ورأسه ملتفة للخلف نحو مكتبها الفارغ يتسائل باستغراب عنها
هي زهرة مش موجودة على مكتبها ليه
أجابه كارم منشغلا بالنظر في هاتف يده على أسهم الشركة
انا عرفت انها حضرت النهاردة. 
على أساس اننا مش على علم بحضورها يعني ياعم كار.....
أردف بها جاسر قبل أن يقطع كلمته وقد هاله مايراه انتبه كارم ليرفع رأسه فتفاجأ هو الاخر وهي يرى زهرة على ألاريكة الجانبية في المكتب متكومة على نفسها كطفلة صغيرة فاقدة أبويها. 
تحمحم كارم ليتسئذن شاعرا بالحرج وهو يتطلع الى رئيسيه الذي تسمر محله أمامها
اا طب انا هاستنى برا على ماتندهني .
اومأ له برأسه وراقب انصرافه قبل أن يقترب ليجلس بجوارها بقلب ملتاع يسألها
إيه اللي حصل
رفعت عيناها التي ذبلت من البكاء قائلة برجاء
عايزة امشي ياجاسر عايز اروح عند جدتي .
ضيق عينيه يسألها بلهجة خطړة
هو انت في حد هنا ضايقك
هزت رأسها تكرر بإلحاح
ياجاسر بقولك
عايزة امشي احنا ماكنش لينا الجوازة دي من الأول كل اللي بيتقال من الناس ليها حق فيه انت نجمة في السما عالية وانا بنت.......
إياك تكملي يازهرة 
قالها بمقاطعة حادة ليتابع
انا اتجوزتك انت بس وماليش دعوة بأي حد تاتي وعلى العموم انا كدة فهمت لوحدي .
فهمت ايه
سألت بدهشة أما هو فانشغل عنها ليتناول هاتفه ليهاتف أحدهم وفور أن اتاه الرد اصدر أمره بحزم
اسمع ياكارم جمعلي كل فرد في الشركة من أكبر موظف لاصغرهم........ في ظرف دقايق ياكارم .
انهى مكالمته

سريعا ليجدها تسأله باسستفسار
هو انت بتجمع الموظفين ليه
تجاهل الإجابة ليمسك كفها ويسحبها قائلا
تعالي معايا الأول .
نزعت يده لتتشبث بالأرض معترضة
مش هاتحرك في أي حتة غير لما تفهمني الأول. 
تنهد رافعا عيناه للسماء قبل يقترب منها ليرد 
هاخدك ياستي ع الحمام تغسلي وشك وتطبطي نفسك كدة و لما نخرج للموظفين تبقى راسك مرفوعة وظهرك مفرود بعظمة.
ضيقت عيناها بتساؤل قائلة
ليه يعني
انت لسة هاتسألي يازهرة تعالي بقى مافيش وقت .
قالها ليتجه بها فورا نحو المذكور. 
ضغط على جرس المنزل ولم ينتظر كثيرا حتى فتح له الصغير الباب بابتسامته الرائعة وغمازتيه التي ټخطف لب قلبه دائما ليهتف له مهللا بمرح
عمو طارق. 
قلب عمو طارق انت.
اردف بها وهو على وجنتيه بسعادة ظاهرة قبل أن يسأله هامسا
عاملة ايه بقى أبلة كاميليا كويسة النهاردة
رد ميدو بهمس هو الاخر مقربا رأسه وكأنه يفشي له سرا 
كويسة وعال العال دي حتى كمان لبست وهاتخرج دلوقت. 
استقام بجسده يسألها قاطبا بدهشة
هاتخرج ازاي يعني وهاتروح فين
قالها قبل أن تلتف رأسه على صوتها القريب 
أهلا طارق انت وصلت
تطلع الى ما ترتديه من ملابس تصلح للخروج ليكرر سؤاله لها
انت رايحة فين ياكاميليا وازاي هاتخرجي برجلك دي
تقدمت تتعكز على عاكازها بخطوات بطيبئة عرجاء لتجيبه بوجه متجمد
عندي مشوار مهم ولازم اعمله دلوقتى ضروري اوقفها قبل ان تصل للباب هاتفا پغضب
مشوار ايه اللي هاتروحيه بحالتك دي هو في إيه ياكاميليا
اجابته قائلة بحدة
زهرة اتصلت بيا معيطة وانا لازم اروح اشوفها حالا.
بعد قليل 
وبعد أن اصرت على الخروج فاأصر هو الاخر على توصيلها بسيارته كانت تتحدث معه بقلق وهي جالسة بجواره في الأمام 
انا كنت عارفة من الأول انها رقيقة ومش هاتتحمل العالم الغريب دي عليها زهرة دنيتها كلها كانت مختصرة في خالها وستها فجأة تلاقي نفسها في مجتمع ما بيرحمش هي مش قد الضغط دا كله انا عارفاها.
التف اليها يخاطبها برقة
واضح انك بتحبيها اوي.
ردت كاميليا وعيناها تتطلع اليه عن قرب
انا فعلا بحبها اوي بس خاېفة عليها أكتر عشان الجوازة دي ماكنت راضية عنها من الأول دي عالم مابترحمش ومشاعر البشر عندهم اخر شئ يفكروا فيه بس بحلف وديني لو
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 153 صفحات