صدفا تجمعناا
هذه النظرة التي يرمقها بها وكأنه يملك حق الغيرة عليها حتى من شقيقها والذي فهم عليه ليرد مقارعا
وما تضحك ولا تلعلع بضحكتها حتى محدش له عندنا حاجة دي جاعدة في ملكها هما اللي يسدوا ودانهم.
وه.
خرجت منه بابتسامة ساخرة قبل ان يتخذ وضعه على المقعد المقابل لهما مرددا
شكلك واخدها عند بس ماشي يا عم المهم مسالخير الأول.
قالتها روح خلف شقيقها قبل ان تنهض بغرض ان تذهب ولكنه سبقها بالتعليق
ما بدري يا بت عمي ولا هي ان حضرت الشياطين ذهبت الملائكة.
اعوذ بالله منك يا شيطان يا رجيم .
تمتم بها غازي كدعابة وتلقفتها روح برد دبلوماسي كعادتها
ربنا ما يجيب يا شياطين ما انا كمان مش ملاك ع العموم انا رايحة اشوف جدتي لتكون عايزة مني حاجة جبل ما تنام عن اذنكم.
انتظار ليتابعها بأنظاره حتى اختفت داخل المنزل فعقب غازي ساخرا
عينك يا عم الحج راعي يا عم ان انا اخوها يعني عيب عليك العمايل دي جدامي.
التف اليه عارف قائلا برجاء
طب ما تجوزهالي يا عم وانا ارحمك من خلجتي خالص اعمل فيا ثواب وجوزهالي يا واد عمي.
سمع منه ليصيح بدراما ضاحكة مؤديا بكفيه
يا بوووي عليا وعلى سنيني شجاوتك يا غازي امتى ياربي اخلص من فيلم الحب وعڈابه ده هو انا مواريش حاجة غيركم يا اخي
في صباح اليوم التالي
هبطت سليمة من شقتها في الطابق الثاني لتفاجأهم بحضورها بعد فترة من الانعزال حتى عقبت هوايدا فور رؤيتها
يا مرحب يا بت عمي اخيرا حنيتي علينا نشوف وشك
ردت سليمة بابتسامة عادية تلقي تحيتها نحو سکينة اولا
ازيك يا مرة عمي عاملة ايه النهاردة
بعناق حار مرددة لها
سامحيني يا مرة عمي عشان مجصرة في السؤال.
ربتت على وجنتها مرددة لها
مسمحاكي يا بتي مهما يحصل دا انتي بتي اللي مجبتهاش بطني من جوا.
مشهدهما كان بعفوية صادقة اثر في البعض واثار سخط الاخر مثل سند الذي خاطبها مستنكرا
اعتدلت سليمة لتقف مقابله تطالعه بقوة غير قابلة للإقناع قائلة
كان رده ابتسامة صفراء ليتدخل عيسى هو الآخر ويدلي بدلوه
أومأت سليمة بهز رأسها تعقب على قوله
كل واحد شايف مصلحة الجميع من وجهة نظره يا ولدي وربنا هو اللي علام بنوايا البشر...... عن اذنكم بجى اشوف مشواري.
لو رايحة لمرة ولدك سلميلنا عليها هي وبوسي الواد من خدوده محدش عارف هنجدر نشوفه تاني ولا لاء لو حضر جده ونفذ اللي في مخه وطردنا ربنا ما يحرمك من ريحته ابدا يا سليمة.
ردت بصوت ضعيف بالكاد خرج منها نتيجة التأثر بقولها
ولا يحرمكم من رؤيته يا هويدا حتى لو فرجتنا بلاد جادر ربنا يجمعنا من تاني .
في منزل فايز
وقد ارتدى ملابس العمل وكان في طريقه للخروج وشربات من خلفه تلقي عليه العديد من النصائح
اوعى تتأخر يا فايز تاجي بدري عشان تلحج تتلم على الرجالة بنفسك ما تتكلش على حد انت اللي لازم تجمعهم عشان الجعدة
ماشي .
وبرضك خلي بالك لحد من صحابك يديك سېجارة كدة ولا كدة اوعى يا فايز مش وجته خالص النهاردة مش عاوزين حد يتريج عليك ولا يديهم الحج انت لازم تعرفهم ان انت راجل صاحي وواعي.
زفر بامتعاض يتوقف في وسط الصالة مدمدما بحنق وقد فاض به
ها في حاجة تاني يا ست البرنسيسة ولا تحبي ابجيها خالص من روحة الشغل النهاردة واجعد مستني هنا حاطط يدي على خدي على ما ياجي العصر وجلسة الزفت مع كبارات العيلة خبر ايه يا مرة انتي محسساني ان هجابل ناس غريبة لا يا غالية دول عارفين جوزك من جبل انتي نفسك ما تعرفيه.
التوى ثغرها على جانب واحد تكبح بصعوبة الجدال معه حتى تحرك وغادر من أمامها لتردف من خلفه بقرف
يا بوي عليك وعلى سنينك راجل فجر انصب فيه كدة ما انصب مفيش فايزة ېموت لو مرطش وجعد على حاله فايز السكري
ضحك مالك من خلفها يعقب هو الاخر
ربنا يستر ويسد معانا النهاردة حكم جوزك دا انا ما اضمنه حتي في ربع كيلو لب.
الټفت اليه تردد خلفه بموافقة
ومين سمعك ولا جالك اني ضمناه اساسا ادينا بنحاول معاه بالزن على الله بس يجيب فايدة معاه بس هو راجل فجر.
حبيب ستك يا جلبي انتي يا جلبي.
كانت سليمة تشدد بالعناق وضمھا للصغير فلا تتوقف عن تقبيله زارعه قبلانها على كل انش بوجهه الناعم الجميل واشتياق موجع لرائحة الغائب به.
وحشتك يا معتز تيتة وحشتك يا معتز
يومئ لها برأسه كإجابة لقولها فتزيد عليه وهو لا يقصر بلف ذراعيه حول عنقها يغمرها بحنانه وكأنه رجل كبير وواعي.
تدخلت جليلة بينهم امام صمت ابنتها التي تشاهد هي الأخرى بتأثر
براحة يا واد على جدتك دي مش حملك ولا حمل عمايلك يا للي واكل عجل الكل انت.
رفعت سليمة رأسها اليها ضاحكة وهو مازال متشبثا بها لترد بتفاخر
عنده حج ياكل عجل الكل لهو انتوا عنديكم حد بالحلاوة ولا الطعامة دي.
رددت خلفها جليلة تدعي العتب
وه
وه شوفي المرة وكلامها اللي يغيظ ليه يا ختي حد جالك عيالنا عفشين ولا الحلاوة عنديكم انتوا وبس
ايوة الحلاوة عندينا احنا وبس
قالتها سليمة بتصميم ضاحكة وهي تعود بقبلاتها ذات الصوت العالي بحالة من المرح وكأنها طفلة صغيرة مثله حتى خرج صوت نادية اخيرا بتساؤل قلق
مجولتليش ياما ايه اخبار الجماعة وعمي فايز سكت على كدة ولا برضوا مصمم على جيته
ردت تخبرها بابتسامة تغيرت عن سابقتها
لا يا بتي عمك ما سكتش ولا هما كمان ساكتين ع العموم النهاردة عندنا جلسة كبيرة على موضوع البيت وعمك مجمع الكبارات اللي راح اشتكالهم عشان يجيبوا حجه
تسائلت نادية بعدم تصديق
طب وبعدين يعني هما ممكن يحكموا برجعته معجولة ياما
ومش معجولة ليه دا راجل صاحب حج دلوك وهما لو حكموا بغير كدة يبجوا ناس ظلمة يا نادية وربنا ما يرضاش بالظلم.
تتكلم بهدوء غير طبيعي وكأنها تخبرهم عن اخبار الطقس انها حقا تثير اعجابهم بل والدهشةكيف لامرأة مثلها بعد ما تعرضت له وتواجه من مأسي تقسم الظهر ان تكون بهذا الثبات
تدخلت جليلة بسؤالها
طب انتي مش خاېفة يا خيتي لياجي هو والمدعوجة مرته الحرباية ويكتموا على نفسك متأخذينيش يا يعني بس دا بلوة ومرته بلوتين.
ضحكت تنفخ في بالونة صغيرة حتى جعلتها كالكرة بيد حفيدها الذي فرح للعب بها قبل تجيبها بتوازن مذهل
ولا يكونو مية بلوة حتة يجوا ويبرطعوا في البيت براحتهم شالله حتى ياخدوا الحيطان ويمشوا بيها على كيفهم.
على كيفهم كيف ياما
خرج السؤال من نادية لتردف بما يجول برأسها من قلق وهواجس
بصراحة بجى انا خاېفة عليكي مين هيحميكي منهم ولا من شرهم جدي مسكين وراجد بين الحيا والمۏت وجدتي سکينة دي كمان حالتها لا بتصد ولا تجدر ترد وان كان على عماتي ولا عيالهم فدول أكيد هيطردهم زي ما جال يبجى ايه باجي تاني حن عليكي اجعدي معانا هنا البيت هنا كبير ويساعي من الحبايب الف .
ضحكة غريبة صدحت منها قبل ان تلملمها سريعا بقولها
واسيب بيتي لا يا نادية لا انا بالضعف ده ولا عمك فايز بالجوة دي اللي تخليني اخاڤ منه اسأليني انا عنه انا اكتر واحدة فاهماه
... يتبع
الفصل الحادي عشر
اكتمل عدد الحضور من الرجال من وجهاء العائلة
بعد ان حرص فايز على إحضارهم بنفسه ليبتوا في امر رجوعه للمنزل وكي يتمكن من وضع يده على الأملاك الأخرى بعد أن كانوا شاهدين قبل ذلك على هذا الأمر المشين في حرمانه من امتلاك المنزل في جلسة كهذه بفعل مباشر من والده الذي يرقد في المشفى الان.
لكن ها هو اليوم يعود إلى المكان الذي طرد منه حينما خرج مهانا مدفوعا دفعا كالبهائم حتى لا يفتك بهذا الذي نال كل الحظ في امتلاك حب الجميع وبعدها الإستيلاء على حقه لكن القدر كان له رأي آخر يبدوا انه قد حانت اللحظة الحاسمة في رجوع الامور الى نصابها بعودة الحقوق لأصحابها.
اليوم جالسا بثقة فاردا ظهره بعزة ينظر لدلوف أبناء شقيقاته اخيرا واحدا خلف الاخر ونظرات قاتمة يواجهها منهم فهم اليوم يعرفون مصيرهم جيدا فور ان يضع يده على المنزل بصعوبة أخفى ابتسامته وهو يتخيل مشهدهم بعد اصدار الحكم من الكبار بعد قليل لصالحه وقتها لن يتأخر عن طردهم مباشرة دون انتظار ولن يلومه أحد.
استدرك لاستمرار الأحاديث بين الرجال رغم اكتمال كل شيء ليهتف بأكبر الموجودين سنا
عم رحيم انا بجول نبتدي بجى مش عايز أخركم اكتر من كدة خلينا نخلص.
سمع منه الرجل ليدق بعصاه الخشبي على الأرض بقوة بأمر مباشر الى الجميع
الكل يسكت خلونا نبتدي الجلسة.
على الفور توقفت الأصوات والټفت الرؤس نحو الرجل الذي توسط الجلسة بإجلال واكبار يوزع ابصاره عليهم فرد فرد لليتأكد من صمتهم وقد عم الهدوء المكان فقال بصوت يحمل الوقار والهيبة رغم تقدمه في السن
عايز الكل يجعد ساكت وينتبه كويس للي جاي ومهما كان الكلام تجيل ولا ميعجبش حتى برضوا مفيش اعتراض مش عايزين الهرجلة اللي تمت المرة اللي فاتت تتكرر تاني انا المرة اللي فاتت مكنش ليا حكم في وجود عبد المعطي ربنا يقومه بالسلامة يارب لكن النهاردة مفيش حجة سامعني يا سند وانت يا عيسى وانت الاهم يا فايز.
بعنجهية تثير الدهشة رد الاخير
وانا ايه اللي يعصبني يا بوي انا المرة دي جاعد مأدب عشان سايب حجي في يدكم يبجوا هما بجى اللي يمسكوا نفسهم.
امتقع الاثنان يناظرنه بمقت حتى ارتسم على الوجوه خطوطا طولية مشتدة ورغبة عدائية تصرخ بها الأعين في انتظار الإذن أما العم رحيم فقد لاح على جانب شفته شبه ابتسامة متهكمة اخفاها على الفور قبل ان يقول
زين يا فايز العجل ده ياريت تكمل على بجية الجعدة اكدة....
صمت برهة الرجل قبل ان يردف
اظن كل اللي في الجاعدة عارفين بمشكلتك يعني مش محتاجة
شرح ومدام المجلس مجتمع للبت في المشكلة يبجى يحضر المدعي والخصم المدعي هو انت طبعا والخصم هما عيال اختك مندوبين عن امهاتهم مش كدة برضوا
وجه الأخيرة نحو الاثنان فتكفل سند بالرد باندفاع
ايوة يا عم رحيم بس احنا بجى.......
استني يا ولدي........
هتفت بها الحج رحيم مقاطعها له كي يتوقف قبل أن يفاجئه
بس احنا كدة ناجصنا عضو!
باهتمام شديد اعتلى وجوه الثلاثة حتى ردد عيسى بالسؤال
جصدك