في قبضة الأقدار الكاتبة نورهان العاشري
التي لا تهدأ أبدا و قد ألقت تحيه مقتضبه بينما تتوجه لتجلس بجانبه فتولت أمينه مهمه تعريفهم إذ قالت بفظاظه
مش تسلمي يا همت علي مرات
حازم و أختها !
لم تتغير ملامحها القاتمة و لكن تخللت نبرتها السخريه إذ قالت
مرات حازم هنا بقالها أسبوعين و لسه فاكرة تيجي عشان نسلم عليها!
كانت تعبانه و الدكتور مانعها من الحركه . و كان من باب أولي تروحي أنتي تسلمي عليها .
من
أولها تعبانه كدا . مش لسه بدري يا عروسه عالتعب و لا إيه
لم تتيح فرح الفرصه ل جنة بالرد إذ قالت بنبرة قويه
و هو التعب له وقت !
و أنتي مين بقي يا حلوة
فرح بهدوء مستفز
أسمي فرح و أبقي أخت جنة الكبيرة !
تمتمت همت بحنق
بدل الحيه طلعوا أتنين
أهلا .
لم تجيبها فرح بل أكتفت بإماءه من رأسها أرفقتها بإبتسامه صفراء قطعها دخول سما التي تفاجئ الجميع من مظهرها فقد كانت ترتدي فستان أصفر به ورود بيضاء و تضع مساحيق التجميل فوق وجهها و أطلقت العنان لخصلات شعرها بلإسترسال خلف ظهرها.
أيه يا سما إلي أنتي لبساه دا
تدخلت همت قائله بإستفزاز
ماله لبس سما يا أمينه . ماهي زي القمر أهيه
ڼهرتها أمينه قائله پغضب
أنا بكلمها هي يا همت . يبقي هي إلي ترد
تدخلت سما قائله بثبات
أمينه بعتاب غاضب
قلعتي الأسود يا سما
تدخلت همت بتحدي
في دي تكلميني أنا يا أمينه . أنا إلي قولتلها تقلعه . فات علي ۏفاة حازم أكتر من تلت شهور و خلاص وقت الحداد خلص. و بعدين إذا كان مراته نفسها قالعه الأسود من بدري إشمعنا سما إلي هتلبسه .
أبتلعت أمينه جمرات الڠضب بداخل جوفها ما أن إمتدت يد سالم تمنعها من الحديث إذ قال بفظاظه
أغلق النقاش حين دخلت الخادمه لتخبرهم بأن الطعام بإنتظارهم فتوجه الجميع إلي غرفه الطعام و جلس كلا في مقعده و جاء حظها السئ كالعادة لتجلس أمام تلك الجمرات التي تناظرها پغضب جعل عظامها ترتعد فسرت رجفه في سائر جسدها شعرت به شقيقتها فمدت يدها تمسكها من تحت الطاوله قبل أن تقترب فرح من شقيقتها تقول بصوت خاڤت و لكنه قوي
شعرت جنة بالإمتنان لوجود شقيقتها بجانبها و رفعت رأسها تطالعها بعرفان إرتسم بعيناها فتابعت فرح بنبرة خفيضه
تجاهليه تماما و كأنه مش موجود دا أحسن عقاپ ليه .
راقت لها افكرة كثيرا فقررت العمل بها . بينما شرعت الخادمه في سكب الطعام فجاءهم صوت أمينه الغاضب
فين حلا إزاي تتأخر علي ميعاد الغدا كدا
أتاها الرد من خلفها فقالت حلا بإعتذار
أنا أهوة يا ماما .
أمينه بتوبيخ
أتأخرتي ليه علي ما نزلتي مش تيجي عشان تتعرفي علي
مرات أخوكي
أجابتها حلا بسخريه
والله أنا لا حضرت فرحه عليها و لا سمعته حتي بيجيب سيرتها عشان أعتبرها مراته و أهتم إني أنزل أسلم عليها !
أنهت جملتها تزامنا مع سحبها
الكرسي الخاص بها و هي تشعر بزهو الإنتصار علي تلك التي أمتقع وجهها لتتفاجئ بصوت سالم الحاد حين قال موجها حديثه الخادمه
دادا نعمه خدي طبق حلا دخليه المطبخ و قولي لها تطلع أوضتها
جفلت حلا حين سمعت حديث شقيقها فقالت برهبه و نبرة مرتجفه
دا ليه يا أبيه
سالم بهدوء
دا عقاپ العيال الصغيرة إلي بتكسر كلام الكبار يا حبيبتي. لما تتعلمي تسمعي كلام الأكبر منك تبقي تقعدي معاهم عالسفرة .
ثم و دون أي حديث آخر شرع في الاكل ليحذو الجميع حذوه دون التفوه بكلمه واحده ..
في إحدي الملاهي الليليه كان ثلاثتهم يجلسون بصمت كلا منهم يحتسي شرابه غارق حتي أذنيه في أفكاره و قد خيم الصمت والوجوم مجلسهم لأول مرة و لما لا فقد فقدوا صديقهم أو لنقل صديق البعض و حبيب الآخر وكانت تلك المرة الأولي التي يتجمعوا بها بعد ۏفاته و قد كان ذلك بناءا علي رغبتها فالحزن كاد أن ينهيها و لكنها قررت الإنتصار عليه لذا قررت الإجتماع بهم
قطع
الصمت المخيم عليهم حديثها المخټنق حين قالت
هروح أزور حازم بكرة حد هييجي معايا
زفر عدى پغضب تجلي في نبرته حين قال
لا ماليش في المشاوير دي .
بينما تحدث مؤمن بحزن
هتروحي تقوليله إيه إحنا كنا سهرانين إمبارح من غيرك !
خرج منها الكلام غاضبا
يعني إيه قررتوا تنسوه ! هنعيش حياتنا عادي و لا كأنه كان موجود وسطنا !
لم يجيبها أحد بل زاغت أعينهم لتلقي
عليهم نظرات الخسه قبل أن تقول بحنق
لو أنتوا هتقدروا تنسوه أنا عمري ما هقدر أنساه و لا لحظه و هروح أزوره لوحدي
حينها