الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قصه الطفلة المفقودة بقلم عزة عادل العمروسى

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

" ماما هو إحنا مش هناكل لحمة في العيد كمان!
رجعت خطوتين عشان أشوف مصدر الصوت لاقيت ست تلاتينيَّة ماسكة إيد بنتها والبنت عيونها على اللحمة، فمامتها كتمت دموعها وبصتلها وقالت:
" في رجول فراخ عند عم اسماعيل إنما إيه يستاهلوا بوقك "
البنت وقفت مكانها وركزت نظرها على مامتها وكأنها بتلومها على فقرهم، كنت واقفة بشاهد المشهد وأنا مش عارفة ليه نزلت من بيتي في الوقت ده بالذات رغم إني تعبانة!

فاضلي في الحياه كام يوم، ويمكن ساعات، مش عارفة!
عندي مرض محدش اتعالج منه، كل اللي اټصاب بيه ماټ!
من الامړاض المُستعصية حتى على أطباء العالم كله..
بدأ معايا بالروماتيزم وكان السبب اللوز وقعدت اتعالج أربع سنين، حقن بنسلين وبعدها فضلت تعبانة ومفيش أي تحسن اتشخصت روماتويد ميأستش رغم ضعفي، وكملت علاج لحد ما سكنت أرجائي وبقيت بنت هزيلة، مش عارفة حتى تسند نفسها وبعدها اكتشفت الصدمة إن المړض اللي عندي مختلف تمامًا واسمه " الذئبة الحمراء "
مكنتش بروح المدرسة، حياتي وقفت بعد ما التزمت السرير فضلت ٨ سنين باخد علاج، لحد ما وصل بيا الحال إني بقيت برجَّعه بسبب ألم معدتي، حتى كليتي اتأثرت، كنت كل ما بتوجع أمي تقولي " قولي يارب "..
جه شهر رمضان، والعيد بيقرب، كل الناس بتفرح وأنا مستنية قضائي، شعور مرير صعب يتوصف، لحد ما قررت أنزل من بيتنا لوحدي أشم هوا وأحاول أشوف الدنيا ولو لمرة واحدة على الأقل، نزلت بالعافية وروحت أشتري طلبات العيد لأمي، وأنا عند الجزار سمعت صوت طفلة بتقول:
" ماما هو إحنا مش هناكل لحمة في العيد كمان! 
مشيت ورا الست دي لحد ما عرفت بيتها، وقفت عند شباكها لاقيتها بټعيط وبتقول لبنتها:
" أوعي تتمردي على قضاء ربنا وأرضي، عشان لو أعرضتي على الرضا ربنا هيربيكي بالبلاء وهترضي ڠصب عنك "
البنت بصتلها وقالت بدموع " يعني أعمل إيه ياماما؟ "
مامتها بصتلها بترقب وقالت:" اللهم ما كان حزني تمرد منِّي على قضائك وما كان جزعي يأس من رحمتك ولكن قلبي أهون من أن يتحمل الكثير فألقي عليه عفوك ورضاك 

انت في الصفحة 1 من صفحتين