فتاه عشرينية في طريقها إلى البيت في ساعة
فتاة عشرينية في طريقها إلى البيت _ في ساعة متأخرة من الليل _ في بستان تنبح فيه الكلاب بأصوات عالية بثت الخۏف في أعصابها فوقفت تنتظر رجلا لكي يوصلها إلى بيتها فمر بها جماعة من الشباب يقدمهم رجل كهل فنادته بصوت متضرع
يا عم أنا خائڤة من أسراب الكلاب التي تعترض طريقي إلى بيتي فهل لك أن ترافقني حتى أجتاز هذه الكلاب السائبة !
فابتسم ذلك الرجل الكهل و قال طبعا !
فشكرت شهامته و سارت إلى جانبه و بعد دقائق من سيرهم قال لها __ بلهجة مريبة اقشعر جلدها منها __
ما الذي يجعل فتاة جميلة مثلك تخرج في هذه الساعة المتأخرة من الليل بمفردها ! لا بد أنك امرأة سيئة السمعة
فصاحت به بحنق
أرجوكم لا تسيئوا ظنكم بي فأنا بنت أكارم و أكابر و قد كنت في المستشفى مع أبي المړيض الذي ليس له سواي و قد جئت لأخذ بعض أغراضه من البيت !
فقال لها ذلك الرجل الكهل __ و هو يحدجها بعينين محمرتين __ مهما كان أمرك
فأخذت هي تصرخ
أردتكم أن تحموني من الكلاب فهاجمتموني يا ذئاب !
و راح ذلك الكهل يصارعها ،
حتى هجمت عليهم الكلاب السائبة بشراسة فاستغلت المرأة الفرصة ففرت منهم و هي تسمع صيحاتهم من عضات الكلاب الهائجة !
١. ألا إني نجوت من اڠتصاب
فشكرا ألف شكر للكلاب !
٢. سأشكر ما حييتو لا أجازي
كلابا أنقذتني من ذئاب !
٣. من الكهل الذي رام اغتصابي
يعاونه لفيف من شباب !
٤. عدا ذئب علي يريد عرضي
ليسلب عفتي شړ استلاب !
٥. و ما كل الذئاب لها عواء
و نهش مخالب أو عض ناب
طلبت حماية منه و لكن
طلبت الماء من عند السراب !
أراد مهانتي في كسر وجهي
سعى ليدسه تحت التراب !
و لي شرف أعز علي مني
فدون ضياعه قطع الرقاب !
و منذ ذلك اليوم أصبحت تعتني بالكلاب و تطعمها و تأويها حتى ۏفاتها في التسعين من عمرها و قد أوصت أولادها و أحفادها بالعناية بالكلاب السائبة من بعدها في آخر عبارة لها !
من تأليفي الخالص نثرا و شعرا . أخوكم د. فارس عزيز الحسيني